ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

[في تغيير الآفاق عند قتل الإمام الحسين و صيرورة الورس رمادا، و ذكر ما كان مكتوبا في كنائس الروم قبل بعث النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم بثلاث مائة سنة]
- - أخبرني المشايخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبيد اللّه الخازن، و مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش‏ و كمال الدين عليّ بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهرباني‏ و جماعة آخرون رحمهم اللّه إجازة، قالوا: أنبأنا محبّ الدين أبو البقاء عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه العكبراوي‏ إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد بن سليمان- سماعا يوم الأحد سلخ رجب سنة خمس و ثلاثين‏ و خمس مائة- أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّار، أنبأنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصوّاف قراءة عليه و أنا أسمع فأقرّ به، حدثنا أبو عليّ بشر بن موسى، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جرير:
عن الأعمش، قال: لما قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام احمرّت آفاق السماء أربعة أشهر و صار الورس رمادا.
و بالإسناد [المتقدم آنفا] حدثنا بشر بن موسى، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبو سعيد التغلبيّ، [عن أبي اليمان، عن إمام لمسجد بني سليم‏] عن أشياخ لهم غزوا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم:
أ ترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جدّه يوم الحساب‏
[قالوا: فسألناهم‏] فقلنا : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟
قالوا: قبل خروج [نبيّكم جدّ] الحسين‏ بثلاث مائة سنة.
[حديث الزهري: لما قتل الحسين عليه السلام لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط].
- أخبرنا الأمير المعظّم المحدّث المرابط المجاهد عماد الدين: داوود بن محمد ابن أبي القاسم الهكاري بسماعي عليه بالمسجد الأقصى بمدينة قدس الشريف- عند الجانب الغربي من قبّة موسى عليه السلام عصر يوم الإثنين رابع صفر سنة خمس و تسعين و ستّ مائة- قيل له: أخبركم الشيخ الإمام شمس الدين يوسف بن خليل ابن عبد اللّه الدمشقي بسماعك عليه- في رابع عشر [من‏] شهر رمضان، سنة أربع و ثلاثين و ستّ مائة- قال: أنبأنا أبو الفضل إسماعيل بن عليّ بن إبراهيم الحيروي، عن أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه الأزدي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن يونس و ابنه أبي الحسن أحمد، كلاهما عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة عن أبي بكر محمد بن أحمد الخطيب المقدّسي المعروف بالواسطي، حدثنا الوليد، حدثنا عبد اللّه بن محمد الفريابي، حدثنا محمد بن شعيب السنجري، عن عيسى بن يونس، عن أبي بكر الهذلي:
عن الزهري، قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام، لم يرفع ببيت المقدس حصاة إلّا وجدت تحتها دم عبيط .
[في مجي‏ء غراب بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام إلى المدينة و نعيه إياه على جدار فاطمة الصغرى بنت الحسين و نظرها إليه و بكائها و إنشادها في مرثية أبيها]
- أخبرني العزيز محمد بن أبي القاسم ابن أبي الفضل إجازة بروايته، عن أم المؤيّد بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن إجازة.
و أنبأني الشيخ الجمال أحمد بن محمد بن محمد، و القاضي عماد الدين زكريا ابن محمد بن محمود الكموني القزوينيّان، قال: أنبأنا الإمام عزّ الدين محمد بن عبد الرحمن بن المعالي الواريني، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ قال: حدثنا يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد ابن عبد اللّه أبو محمد ابن زبارة العلوي، قال: حدثنا أبو محمد [الحسين بن محمد] العلوي صاحب كتاب النسب ببغداد. حدثنا أبو محمد إبراهيم بن عليّ الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، حدثنا الحسين بن عليّ الحلواني، عن عليّ بن معمر، عن إسحاق بن عباد، عن المفضل بن عمر الجعفي [قال‏]:
سمعت جعفر بن محمد يقول: حدثني أبي محمد بن عليّ، حدثني أبي عليّ بن الحسين قال:
لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام جاء غراب فوقع [في دمه، ثم تمرّغ، ثم طار فقعد] بالمدينة على جدار [دار] فاطمة بنت الحسين بن عليّ- و هي الصغرى- و نعب الغراب فرفعت رأسها و نظرت إليه، فبكت بكاء شديدا و أنشدت:
نعب الغراب فقلت من‏ تنعاه ويلك يا غراب‏
قال الإمام. فقلت: من؟ قال: الموفّق للصواب‏
قلت: الحسين؟ فقال لي؟ حقّا لقد سكن التراب‏
إن الحسين بكربلاء بين الأسنة و الضراب‏
فابك الحسين بعبرة ترضي الإله مع الثواب‏
ثم استقل به الجناح‏ فلم يطق ردّ الجواب‏
فبكيت مما حلّ بي‏ بعد الوصيّ المستجاب‏
قال محمد بن عليّ بن الحسين: فنعته‏ لأهل المدينة فقالوا: قد جاءتنا بسحر [بني‏] عبد المطّلب. فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه السلام.
[بعض التقلبات و الأحداث الواقعة في الآفاق و الأنفس بعد شهادة ريحانة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم الإمام الحسين عليه السلام‏].
- من كتاب: [دلائل النبوة] للامام أبي بكر محمد بن عليّ بن [إسماعيل‏] القفّال [الكبير] الشاشي رحمه اللّه .. قال‏ :
حدثنا عمر بن محمد بن يحيى، حدثنا النصر بن طاهر، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدّثتني جدّتي‏ قالت:
لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام كانت معه إبل فاستاقوها ليزيد بن معاوية- عليهما ما يستحقهما- يحمل الورس فلمّا نحرت رأينا لحومها مثل العلقم و رأينا الورس رمادا، و ما رفعنا حجرا إلّا وجدنا تحته دما.
- [و بالسند المتقدم قال‏]: أخبرنا أبو جعفر- هو ابن سليمان- عن أمّ سالم- خالة لجعفر بن سليمان- قالت:
لمّا قتل الحسين عليه السلام مطرنا مطرا على البيوت و الحيطان كالدم. فبلغني أنّه كان بالبصرة و بالكوفة و بالشام و بخراسان حتى كنّا لا نشك أنّه سينزل العذاب.
- قال: و أخبرنا محمد البغدادي أيضا [قال‏]: حدثنا محمد بن أبي العوام- و هو محمد بن أحمد بن أبي يزيد ابن أبي العوام الرياحي الواسطي‏ حدثنا أبي، حدثنا منصور بن عمّار، عن ابن أبي لهيعة عن أبي قبيل، قال:
لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام بعث برأسه إلى يزيد بن معاوية- عليه اللعنة و السخط- فنزلوا في مرحلة فجعلوا يشربون و يتحيّون بالرأس فيما بينهم‏ فخرجت عليهم كفّ من الحائط معها قلم من حديد فكتب سطرا بدم:
أ ترجو أمّة قتلت حسينا شفاعة جدّه يوم الحساب‏
فتركوا الرأس و هربوا.
- [و بالسند المتقدم‏] قال منصور بن عمّار: حدثني محمد الهلالي، قال:
شرك رجلان منّا في قتل الحسين عليه السلام، فأمّا أحدهما فابتلى بطول ذكره، و كان يركب الفرس فيلويه على عنق الفرس كما يلوي الحبل. و أمّا الآخر فابتلى بالعطش فكان يشرب راوية [من‏] ماء [و] ما يروي‏ .
6- [و أيضا قال القفّال: و] أخبرني أبو جعفر الأساني‏ حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا موزع بن سويد: عن قطبة بن العلاء، قال: كنّا في [جمع في‏] قرية قريبة من قبر الحسين [عليه السلام‏] فقلنا: ما بقي أحد ممن أعان على قتل الحسين إلّا و قد أصابته بليّة. فقال رجل: أنا و اللّه ممن أعان على قتل الحسين و ما أصابني شي‏ء!! قال: فقام يسوّي السراج، فأخذت النار في إصبعه فأدخلها في فيه ثمّ خرج هاربا إلى الفرات، قال:
فطرح نفسه في الفرات فجعل يرتمس [في الماء] و النار ترفرف على رأسه، و إذا همّ أن يخرج أخذته حتى مات‏ .
- [و] من [كتاب‏] خلاصة التفاسير، في تفسير قوله تعالى: «فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ» [/ الدخان: ] و ذلك إن المؤمن إذا مات بكت عليه السماء و الأرض‏ أربعين صباحا.
و قال عطاء: بكاؤها حمرة أطرافها.
و قال السدّي: لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام بكت [عليه‏] السماء.
و بكاؤها حمرتها.
و عن ابن سيرين [قال‏]: أخبرونا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين عليه السلام.
[في تكلم رأس ريحانة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و قراءته و هو على القنا: قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: ].
- أخبرنا الشيخ الأصيل النبيل بدر الدين أبو عليّ الحسن بن عليّ بن أبي بكر ابن يونس بن يوسف بن الخلال الدمشقي بقراءتي عليه، قال: [أخبرنا] أبو الفضل جعفر بن عليّ بن هبة اللّه الهمداني المقرئ قراءة عليه و أنا أسمع- ليلة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس و ثلاثين و ست مائة- قيل له: اخبرك الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني- قراءة عليه و أنت تسمع في صفر سنة إحدى و سبعين و خمس مائة بالاسكندرية، فأقرّ به- قال: سمعت أبا عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد- بقراءتي عليه بأصبهان في سنة اثنين و تسعين و أربع مائة- يقول: سمعت أبا سعيد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمّان الرازي الحافظ بالريّ، قال: حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق لفظا، حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن، حدثنا أبو الحسن محمد ابن أحمد العسقلاني بطبريّة، حدثنا أبو الحسن عليّ بن هارون الأنصاري، حدثنا محمد بن أحمد المصري، حدثنا صالح، حدثنا معاذ بن أسد الخراساني، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، حدثنا الأعمش، [قال‏]:
حدثنا سلمة بن كهيل، قال: رأيت رأس الحسين بن عليّ [عليهما السلام‏] على القنا، و هو يقول: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137 ].
قال أبو الحسن العسقلاني: قلت لعليّ بن هارون: اللّه إنّك سمعته من محمد بن‏ أحمد المصري؟ قال: اللّه إني سمعته منه. قال الأنصاريّ: قلت لمحمد بن أحمد:
[اللّه‏] إنّك سمعته من صالح؟ قال: اللّه إني سمعت منه. قال محمد بن أحمد: قلت لصالح: اللّه إنك سمعته من معاذ بن أسد؟ قال: اللّه إني سمعته منه. قال معاذ ابن أسد: فقلت للفضل: اللّه إنك سمعته من الأعمش؟ قال: اللّه إنّي سمعته منه.
قال الأعمش: قلت لسلمة بن كهيل: اللّه إنك سمعته منه؟ قال: اللّه إني سمعته منه [في‏] باب الفراديس في دمشق لا مثّل و لا شبّه لي و هو يقول: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137 ]..
قال الفضل: فقلت لأبي الحسن العسقلاني: اللّه إنّك سمعته من عليّ بن هارون؟
قال: اللّه إني سمعته منه.
فقلنا للفضل: اللّه إنك سمعته من العسقلاني؟ قال: اللّه إنّي سمعته منه.
قال أبو سعد السمّان: قلت لعبد الوهاب الميداني: اللّه إنّك سمعته من الفضل؟
قال: اللّه إنّي سمعته [منه‏].
قال أبو عليّ الحداد: [قلت‏] لأبي سعد: اللّه إنك سمعته من عبد الوهاب؟
قال: اللّه إني سمعته منه.
قال شيخنا الحافظ: فقلنا [لأبي عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد] :
اللّه إنك سمعته من أبي سعد؟ قال: اللّه إني سمعته منه.
قلنا لشيخنا الحافظ أبي طاهر أحمد: اللّه إنّك سمعته من أبي علي الحداد؟
قال: اللّه إني سمعته من أبي عليّ.
قال شيخنا أبو عليّ الحسن بن [عليّ ابن أبي بكر] الخلّال: قلنا لشيخنا [أبي الفضل جعفر بن عليّ بن هبة اللّه‏] الهمداني: [اللّه‏] إنك سمعته من الحافظ أبي طاهر السلفي؟ قال: اللّه إني سمعته منه.
[قال المؤلف:] قلت: إني سمعته من شيخنا أبي عليّ الحسن بن الخلال‏ .
[في إظهار اللّه تعالى نبيّه زكريا عليه السلام على تأويل قوله تعالى في أول سورة «مريم»: «كهيعص» و أن تأويله هو شأن الإمام الحسين و ظالمه‏].
- نقل الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه‏ القمّي رحمه اللّه في مصنّفه الموسوم بكتاب كمال الدين‏ في إثبات الغيبة لصاحب الزمان [في‏] أثناء قصة طويلة ذكرها فيه بإسناده:
أن سعد بن عبد اللّه القمّي، قال: قلت لصاحب الزمان: يا ابن رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- أخبرني عن تأويل: {كهيعص} [مريم: 1] قال: هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع اللّه عليها زكريا، ثم قصّه على محمد صلى اللّه عليه و آله، و ذلك إن زكريا عليه السلام سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة، فأهبط [اللّه‏] عليه جبرئيل عليه السلام فعلّمه إيّاها، فكان زكريا إذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن سرى عنه همّه و انجلى كربه، و إذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة فقال ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي، و إذا ذكرت الحسين تدمع عينيّ و تثور زفرتي؟ فأنبأه اللّه تبارك و تعالى عن قصّته، فقال: {كهيعص} [مريم: 1]فالكاف اسم كربلاء، و الهاء هلاك العترة، و الياء يزيد و هو ظالم الحسين، و العين عطشه و الصاد صبره.