ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

... من حقت عليه كلمة العذاب لم ينجع فيه لوم اللوام و عذل العذال و من غلبته نفسه تورط من شهواتها في أعظم من القيود و الأغلال و كما أن الجنة لها رجال فالنار لها رجال و كما أعد الله لقوم الفوز و الرضوان أعد للآخرين العقاب و النكال و هذا النحس ابن سعد أبعده الله عرف سوء فعله فأضله الله على علم و هو أقبح أنواع الضلال و طبع الله على قلبه و ختم على لبه و جعل على بصره غشاوة فبئست الأحوال و زهد في الآجلة و هي إلى بقاء و رغب في العاجلة و هي إلى زوال و طمع في المال فخسر في المآل فأصلى نارا وقودها الناس و الحجارة و لم يغن عنه رأيه في الري و لا نفعته الإمارة فخرج في طالع نحس و باع آخرته بثمن بخس و أصبح من سوء اختياره في أضيق من حبس فإنه عصى الله سبحانه طاعة للفجار و اتخذ ابن زياد ربا فأورده النار و بئس القرار و باء في الدنيا بالعار و حشر في الآخرة مع مردة الكفار.
صلى لها حيا وكان وقودها ميتا و يدخلها مع الفجار
وكذاك أهل النار في دنياهم يوم القيامة جل أهل النار
ويصدق هذا المدعى أن النبي (صلى الله عليه واله) سمع وجبة أو هدة فقال أصحابه ما هذا يا رسول الله فقال حجر ألقي في النار منذ سبعين خريفا فالآن حين استقر في قعرها و قد كان مات في تلك الساعة يهودي عمره سبعون سنة فكنى عنه بالحجر لعدم انتفاعه بما بلغه من الدعوة و كنى عن مدة حياته بهويه في النار لأن سعيه مدة حياته سعي أهل النار فكأنه فيها هاو و كنى عن موته باستقراره فيها و كذا حال هذا الشقي كان يسعى دائما سعي من هذا خاتمته و عاقبته و إلى العذاب الدائم مصيره و النار غايته فتبا له محلا عن موارد الأبرار و بعدا له و سحقا في هذا الدار و تلك الدار فلقد أوغل في تمرده و بالغ في وخامة كسب يده و ترك الحق وراء ظهره و دبر أذنه إذ لم ينظر في يومه لغده و عرف الصراط المستقيم فنكب طوعا عن سننه و جدده و صدع قلب الرسول بما صنعه بولده و أبكى الأرض و السماء بجنايته و أحزن الملائكة الكرام و الأنبياء (عليهم السلام) ببشاعة فعلته و قبح ملكته و جاء بها شوهاء عقراء جذعاء تشهد بسوء ظفره و تنطق بردي أثره و لؤم مخبره و فساد اختياره و نظره كافلة له بالعذاب الأليم ضامنة له الخلود في نار الجحيم مقيما فيها أبدا إن شاء الله مع الشيطان الرجيم طعامه فيها الزقوم و الغسلين و شرابه الحميم مخصوصا بمقت الله رب العالمين قريبا للعتاة المتمردين و الطغاة الكافرين مصاحبا من شايعه و تابعه و رضى بفعله من الجنة و الناس أجمعين هذا و هو مع فعله الذي أوبقه و شرهه الذي قيده بالخزي و أوثقه و صنيعه الذي أراق ماء وجهه و أخلقه يدعي أنه من أهل الإسلام و من تابعي النبي (صلى الله عليه واله) وممن يرجو السلامة في دار السلام مع سفكه الدم الحرام في الشهر الحرام و إسخاطه الله و النبي و الإمام و إقدامه على ما يحمد في مثله الإحجام.
دم حرام للأخ المسلم في شهر حرام يا لنعم كيف خل
نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
ومن العجب أن السيد و العاقب و من كان معهم لما دعاهم النبي (صلى الله عليه واله) إلى المباهلة و ندبهم إلى المساجلة و جاء (صلى الله عليه واله) بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين ضرع النجرانيون إلى الاستسلام و خاموا بعد الإقدام و أعطوا الجزية عن يد لما شاهدوا أولئك النفر الكرام و أذعنوا حين رأوا وجوها تجلوا جنح الظلام و قالوا لو دعي الله بهذه الوجوه لأزال الجبال و قال (صلى الله عليه واله) لو باهلوني لتأجج الوادي عليهم نارا.
وكما قال و هؤلاء المسلمون على ظنهم عرفوا هذا الخبر فبالغوا في طمس ذلك الأثر و ما دلهم كما دل السيد و العاقب النظر و أقدموا مع العلم إقدام ذوي الغرر فوقعوا في هوة الخطر و ما أصدق قولهم إذا نزل القضاء عمي البصر.