ادلة امامته عليه السلام
فضائل الامام عليه السلام و مناقبه

إمامته (عليه السلام) فدليلها النص من أبيه و جده (صلى الله عليه واله) و وصيه أخيه الحسن (عليه السلام) إليه فكانت إمامته بعد وفاة أخيه بما قدمناه ثابتة و طاعته لجميع الخلق لازمة و إن لم يدع إلى نفسه (عليه السلام) للتقية التي كان عليها و الهدنة الحاصلة بينه و بين معاوية و التزم الوفاء بها و جرى في ذلك مجرى أبيه أمير المؤمنين و ثبوت إمامته بعد النبي (صلى الله عليه واله) مع الصموت و إمامة أخيه الحسن (عليه السلام) بعد الهدنة مع الكف و السكوت و كانوا في ذلك على سيرة نبي الله (صلى الله عليه واله) وهو في الشعب محصور و عند خروجه مهاجرا من مكة فلما مات معاوية و انقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين بن علي (عليه السلام) من الدعوة إلى نفسه أظهر أمره بحسب الإمكان و أبان عن حقه للجاهلين به حالا بحال إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار فدعا (عليه السلام) إلى الجهاد و شمر للقتال و توجه بولده و أهل بيته من حرم الله و حرم رسوله (صلى الله عليه واله) نحو العراق للاستنصار بمن دعاه من شيعته على الأعداء.
وقدم أمامه ابن عمه مسلم بن عقيل رضي الله عنه و أرضاه للدعوة إلى الله و البيعة له فبايعه أهل الكوفة على ذلك و عاهدوه و ضمنوا له النصرة و النصيحة و وثقوا له في ذلك و عاقدوه ثم لم تطل المدة بهم حتى نكثوا بيعته و خذلوه و أسلموه و قتل بينهم و لم يمنعوه و خرجوا إلى الحسين (عليه السلام) فحضروه و منعوه المسير في بلاد الله و اضطروه إلى حيث لا يجد ناصرا و لا مهربا منهم و حالوا بينه و بين ماء الفرات حتى تمكنوا منه و قتلوه فمضى (عليه السلام) ظمآن مجاهدا صابرا محتسبا مظلوما قد نكثت بيعته و انتهكت حرمته و لم يوف له بعهد و لا رعيت فيه ذمة عقد شهيدا على ما مضى عليه أبوه و أخوه (عليه السلام) و الصلاة و الرحمة.