الشعائر الحسينيه
الزيارة و فضلها

يقول الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) في كتابه (مصباح المتهجد) : روي محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : من زار الحسين بن على في يوم عاشوراء [ من المحرم ] حتى يظل عنده باكيا لقى الله عز وجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفى غزوة ثواب كل غزوة وحجة وعمرة كثواب من حج واعتمر وغزى مع رسول الله (صلى الله عليه واله) ومع الائمة الراشدين . قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال : إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا فى داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله وصلى بعده ركعتين وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه وليعز بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام) وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله تعالى جميع ذلك قلت : جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم؟ قال : أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك . قلت : فكيف يعزى بعضنا بعضا؟ قال : تقولون : أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام) وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدى من آل محمد : وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن فإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير فيها رشدا ولا يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئا فمن ادخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له فيما ادخره ولم يبارك له في أهله. فإذا فعلوا ذلك كتب الله تعالى لهم ثواب ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة كلها مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان له أجر وثواب مصيبة كل نبي ورسول ووصى وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة .
قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمد الحضرمى قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : علمنى دعاء ادعو به في ذلك اليوم إذا انا زرته من قرب ودعاء أدعو به إذا لم ازره من قرب وأو مات من بعد البلاد ومن دارى بالسلام اليه قال : فقال لي : يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومئ اليه بالسلام فقل بعد الإيماء اليه ومن بعد التكبير هذا القول فانك اذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زواره من الملائكة وكتب الله لك الف الف درجة وكنت كمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) حتى تشاركهم فى درجاتهم ولا تعرف إلاّ في الشهداء الّذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب زيارة كل نبى وكل رسول وزيارة كل من زار الحسين (عليه السلام) منذ يوم قتل (عليه السلام) وعلى أهل بيته .
متن زيارة عاشوراء
السّلام عليْك يا ابا عبْدالله السّلام عليْك يا بْن رسول الله (السّلام عليك يا خيرة الله وابْن خيرته) السّلام عليْك يا بْن امير الْمؤْمنين وابْن سيّد الْوصيّين السّلام عليْك يا بْن فاطمة سيّدة نساء الْعالمين السّلام عليْك يا ثار الله وابْن ثأره والْوتْر الْموْتور السّلام عليْك وعلى الاْرْواح الّتي حلّتْ بفنائك عليْكمْ منّي جميعاً سلام الله ابداً ما بقيت وبقى اللّيْل والنّهار يا ابا عبْدالله لقدْ عظمت الرّزيّة وجلّتْ وعظمت الْمصيبة بك عليْنا وعلى جميع اهْل الاْسْلام وجلّتْ وعظمتْ مصيبتك في السّماوات على جميع اهْل السّماوات فلعن الله امّةً اسّستْ اساس الظّلْم والْجوْر عليْكمْ اهْل الْبيْت ولعن الله امّةً دفعتْكمْ عنْ مقامكمْ وازالتْكمْ عنْ مراتبكم الّتي رتّبكم الله فيها ولعن الله امّةً قتلتْكمْ ولعن الله الْممهّدين لهمْ بالّتمْكين منْ قتالكمْ برئْت الى الله واليْكمْ منْهمْ ومنْ اشْياعهمْ واتْباعهمْ واوْليائهم يا ابا عبْدالله انّي سلْمٌ لمنْ سالمكمْ وحرْبٌ لمنْ حاربكمْ الى يوْم الْقيامة ولعن الله آل زياد وآل مرْوان ولعن الله بني اميّة قاطبةً ولعن الله ابْن مرْجانة ولعن الله عمر بْن سعْد ولعن الله شمْراً ولعن الله امّةً اسْرجتْ والْجمتْ وتنقّبتْ لقتالك بابي انْت وامّي لقدْ عظم مصابي بك فاسْأل الله الّذي كْرم مقامك واكْرمني انْ يرْزقني طلب ثارك مع امام منْصور منْ اهْل بيْت محمّد (صلى الله عليه واله) اللّـهمّ اجْعلْني عنْدك وجيهاً بالْحسيْن (عليه السلام) في الدّنْيا والاْخرة.
يا ابا عبْدالله انّي اتقرّب الى الله والى رسوله والى امير الْمؤْمنين والى فاطمة والى الْحسن واليْك بموالاتك وبالْبراءة (ممّنْ قاتلك ونصب لك الْحرْب وبالْبراءة ممّنْ اسسّ اساس الظّلْم والْجوْر عليْكمْ وابْرأ الى الله والى رسوله) ممّنْ اسسّ اساس ذلك وبنى عليْه بنْيانه وجرى في ظلْمه وجوْره عليْكمْ وعلى اشْياعكمْ برئْت الى الله واليْكمْ منْهمْ واتقرّب الى الله ثمّ اليْكمْ بموالاتكمْ وموالاة وليّكمْ وبالْبراءة منْ اعْدائكمْ والنّاصبين لكم الْحرْب وبالْبراءة منْ اشْياعهمْ واتْباعهمْ انّي سلْمٌ لمنْ سالمكمْ وحرْبٌ لمنْ حاربكمْ وولىٌّ لمنْ والاكمْ وعدوٌّ لمنْ عاداكمْ فاسْأل الله الّذي أكْرمني بمعْرفتكمْ ومعْرفة اوْليائكمْ ورزقنى الْبراءة منْ اعْدائكمْ انْ يجْعلني معكمْ في الدّنْيا والاْخرة وانْ يثبّت لي عنْدكمْ قدم صدْق في الدّنْيا والاْخرة واسْأله انْ يبلّغنى الْمقام الْمحْمود لكمْ عنْد الله وانْ يرْزقني طلب ثاري مع امام هدىً ظاهر ناطق بالْحقّ منْكمْ واسْأل الله بحقّكمْ وبالشّأن الّذي لكمْ عنْده انْ يعْطيني بمصابي بكمْ افْضل ما يعْطي مصاباً بمصيبته مصيبةً ما اعْظمها واعْظم رزيّتها في الاْسْلام وفي جميع السّماوات والاْرْض اللّـهمّ اجْعلْني في مقامي هذا ممّنْ تناله منْك صلواتٌ ورحْمةٌ ومغْفرةٌ اللّـهمّ اجْعلْ محْياى محْيا محمّد وآل محمّد ومماتي ممات محمّد وآل محمّد اللّـهمّ انّ هذا يوْمٌ تبرّكتْ به بنو اميّة وابْن آكلة الاْكباد اللّعين ابْن اللّعين على لسانك ولسان نبيّك (صلى الله عليه واله) في كلّ موْطن وموْقف وقف فيه نبيّك (صلى الله عليه واله) اللّـهمّ الْعنْ ابا سفْيان ومعاوية ويزيد ابْن معاوية عليْهمْ منْك اللّعْنة ابد الاْبدين وهذا يوْمٌ فرحتْ به آل زياد وآل مرْوان بقتْلهم الْحسيْن صلوات الله عليْه اللّـهمّ فضاعفْ عليْهم اللّعْن منْك والْعذاب (الاْليم) اللّـهمّ انّي اتقرّب اليْك في هذا الْيوْم وفي موْقفي هذا وايّام حياتي بالْبراءة منْهمْ واللّعْنة عليْهمْ وبالْموالاة لنبيّك وآل نبيّك عليْه وعليْهم السّلام.
ثمّ تقول مائة مرّة : اللّـهمّ الْعنْ اوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد وآخر تابع له على ذلك اللّـهمّ الْعن الْعصابة الّتي جاهدت الْحسيْن (عليه السلام) وشايعتْ وبايعتْ وتابعتْ على قتْله اللّـهمّ الْعنْهمْ جميعاً.
ثمّ تقول مائة مرّة : السّلام عليْك يا ابا عبْدالله وعلى الاْرْواح الّتي حلّتْ بفنائك عليْك منّي سلام الله ابداً ما بقيت وبقي اللّيْل والنّهار ولا جعله الله آخر الْعهْد منّي لزيارتكمْ السّلام على الْحسيْن وعلى عليّ بْن الْحسيْن وعلى اوْلاد الْحسيْن وعلى اصْحاب الْحسيْن.
ثمّ تقول : اللّـهمّ خصّ انْت اوّل ظالم باللّعْن منّي وابْدأْ به اوّلاً ثمّ (الْعن) الثّاني والثّالث والرّابع اللّـهمّ الْعنْ يزيد خامساً والْعنْ عبيْد الله بْن زياد وابْن مرْجانة وعمر بْن سعْد وشمْراً وآل ابي سفْيان وآل زياد وآل مرْوان الى يوْم الْقيامة.
ثمّ تسجد وتقول : اللّـهمّ لك الْحمْد حمْد الشّاكرين لك على مصابهمْ الْحمْد لله على عظيم رزيّتي اللّـهمّ ارْزقْني شفاعة الْحسيْن يوْم الْورود وثبّتْ لي قدم صدْق عنْدك مع الْحسيْن واصْحاب الْحسيْن الّذين بذلوا مهجهمْ دون الْحسيْن.
انتهى نص الزيارة
قال علقمة : قال الباقر (عليه السلام) : وان استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزّيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك.
الدعاء بعد زيارة عاشوراء
(حديث صفوان)
وروى محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الى الغريّ بعدما خرج الصّادق (عليه السلام) فسرنا من الحيرة الى المدينة فلمّا فرغنا من الزّيارة أي زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) صرف صفوان وجهه الى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لنا : تزورون الحسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) من هاهنا أومأ اليه الصّادق (عليه السلام) وأنا معه قال سيف بن عميرة : فدعا صفوان بالزّيارة الّتي رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن الباقر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) وودّع في دبرهما امير المؤمنين (عليه السلام) وأومأ الى الحسين صلوات الله عليه بالسّلام منصرفاً وجهه نحوه وودّع وكان ممّا دعا دبرها : يا الله يا الله يا الله يا مجيب دعْوة الْمضْطرّين يا كاشف كرب الْمكْروبين يا غياث الْمسْتغيثين يا صريخ الْمسْتصْرخين ويا منْ هو اقْرب اليّ منْ حبْل الْوريد ويا منْ يحول بيْن الْمرْء وقلْبه ويا منْ هو بالْمنْظر الاْعْلى وبالاْفـق الْمبين ويا منْ هو الرّحْمن الرّحيم على الْعرْش اسْتوى ويا منْ يعْلم خائنة الاْعْين وما تخْفي الصّدور ويا منْ لا تخْفى عليْه خافيهٌ يا منْ لا تشْتبه عليْه الاْصْوات ويا منْ لا تغلّطه الْحاجات ويا منْ لا يبْرمه الْحاح الْملحّين يا مدْرك كلّ فوْت ويا جامع كلّ شمْل ويا بارئ النّفوس بعْد الْموْت يا منْ هو كلّ يوْم في شأن يا قاضى الْحاجات يا منفّس الْكربات يا معْطي السّؤلات يا وليّ الرّغبات يا كافى الْمهمّات يا منْ يكْفي منْ كلّ شىْء ولا يكْفي منْه شيءٌ في السّماوات والاْرْض اسْالك بحقّ محمّد خاتم النّبيّين وعليّ امير الْمؤْمنين وبحقّ فاطمة بنْت نبيّك وبحقّ الْحسن والْحسيْن فانّي بهمْ اتوجّه اليْك في مقامي هذا وبهمْ اتوسّل وبهمْ اتشفّع اليْك وبحقّهمْ اسْألك واقْسم واعْزم عليْك وبالشّأن الّذي لهمْ عنْدك وبالْقدْر الّذي لهمْ عنْدك وبالّذي فضّلْتهمْ على الْعالمين وباسْمك الّذي جعلْته عنْدهمْ وبه خصصْتهمْ دون الْعالمين وبه ابنْتهمْ وابنْت فضْلهمْ منْ فضْل الْعالمين حتّى فاق فضْلهمْ فضْل الْعالمين جميعاً اسْالك انْ تصلّي على محمّد وآل محمّد وانْ تكْشف عنّي غمّي وهمّي وكرْبي وتكْفينى الْمهمّ منْ اموري وتقْضي عنّي ديْني وتجيرني من الْفقْر وتجيرني من الْفاقة وتغْنيني عن الْمسْألة الى الْمخْلوقين وتكْفيني همّ منْ اخاف همّه وعسْر منْ اخاف عسْره وحزونة منْ اخاف حزونته وشرّ منْ اخاف شرّه ومكْر منْ اخاف مكْره وبغْي منْ اخاف بغْيه وجوْر منْ اخاف جوْره وسلْطان منْ اخاف سلْطانه وكيْد منْ اخاف كيْده ومقْدرة منْ اخاف مقْدرته عليّ وتردّ عنّي كيْد الْكيدة ومكْر الْمكرة اللّـهمّ منْ ارادني فاردْه ومنْ كادني فكدْه واصْرفْ عنّي كيْده ومكْره وبأسه وامانيّه وامْنعْه عنّي كيْف شئْت وانّى شئْت اللّـهمّ اشْغلْه عنّي بفقْر لا تجْبره وببلاء لا تسْتره وبفاقة لا تسدّها وبسقْم لا تعافيه وذلٍّ لا تعزّه وبمسْكنة لا تجْبرها اللّـهمّ اضْربْ بالذّلّ نصْب عيْنيْه وادْخلْ عليْه الْفقْر في منْزله والْعلّة والسّقْم في بدنه حتّى تشْغله عنّي بشغْل شاغل لا فراغ له وانْسه ذكْري كما انْسيْته ذكْرك وخذْ عنّي بسمْعه وبصره ولسانه ويده ورجْله وقلْبه وجميع جوارحه وادْخلْ عليْه في جميع ذلك الْسّقْم ولا تشْفه حتّى تجْعل ذلك له شغْلاً شاغلاً به عنّي وعنْ ذكْري واكْفني يا كافي مالا يكْفي سواك فانّك الْكافي لا كافى سواك ومفرّجٌ لا مفرّج سواك ومغيثٌ لا مغيث سواك وجارٌ لا جار سواك خاب منْ كان جاره سواك ومغيثه سواك ومفْزعه الى سواك ومهْربه الى سواك وملْجأه الى غيْرك ومنْجاه منْ مخْلوق غيْرك فانْت ثقتي ورجائي ومفْزعي ومهْربي وملْجئي ومنْجاى فبك اسْتفْتح وبك اسْتنْجح وبمحمّد وآل محمّد اتوجّه اليْك واتوسّل واتشفّع فاسْالك يا الله يا الله يا الله فلك الْحمْد ولك الشّكْر واليْك الْمشْتكى وانْت الْمسْتعان فاسْالك يا الله يا الله يا الله بحقّ محمّد وآل محمّد انْ تصلّي على محمّد وآل محمّد وانْ تكْشف عنّي غمّي وهمّي وكرْبي في مقامي هذا كما كشفْت عنْ نبيّك همّه وغمّه وكرْبه وكفيْته هوْل عدوّه فاكْشفْ عنّي كما كشفْت عنْه وفرّجْ عنّي كما فرّجْت عنْه واكْفني كما كفيْته واصْرفْ عنّي هوْل ما اخاف هوْله ومؤنة ما اخاف مؤنته وهمّ ما اخاف همّه بلا مؤنة على نفْسي منْ ذلك واصْرفْني بقضاء حوائجي وكفاية ما اهمّني همّه منْ امْر آخرتي ودنْياى.
يا امير الْمؤْمنين ويا ابا عبْدالله عليْكما منّي سلام الله ابداً ما بقيت وبقي اللّيْل والنّهار ولا جعله الله آخر الْعهْد منْ زيارتكما ولا فرّق الله بيْني وبيْنكما اللّـهمّ احْيني حياة محمّد وذرّيّته وامتْني مماتهمْ وتوفّني على ملّتهمْ واحْشرْني في زمْرتهمْ ولا تفرّقْ بيْني وبيْنهمْ طرْفة عيْن ابداً في الدّنْيا والاْخرة.
يا امير الْمؤْمنين ويا ابا عبْدالله اتيْتكما زائراً ومتوسّلاً الى الله ربّي وربّكما ومتوجّهاً اليْه بكما ومسْتشْفعاً بكما الى الله (تعالى) في حاجتي هذه فاشْفعا لي فانّ لكما عنْد الله الْمقام الْمحْمود والْجاه الْوجيه والْمنْزل الرّفيع والْوسيلة انّي انْقلب عنْكما منْتظراً لتنجّز الْحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما لي الى الله في ذلك فلا اخيب ولا يكون منْقلبي منْقلباً خائباً خاسراً بلْ يكون منْقلبي منْقلباً راجحاً (راجياً) مفْلحاً منْجحاً مسْتجاباً بقضاء جميع حوائجي وتشفّعا لي الى الله انْقلبْت على ما شاء الله ولا حوْل ولا قوّة الاّ بالله مفوّضاً امْري الى الله ملْجأً ظهْري الى الله متوكّلاً على الله واقول حسْبي الله وكفى سمع الله لمنْ دعا ليْس لي وراء الله ووراءكمْ يا سادتي منْتهى ما شاء ربّي كان ومالمْ يشأْ لمْ يكنْ ولا حوْل ولا قوّة الاّ بالله اسْتوْدعكما الله ولا جعله الله
آخر الْعهْد منّي اليْكما انْصرفْت يا سيّدي يا امير الْمؤْمنين وموْلاي وانْت يا ابا عبْدالله يا سيّدي وسلامي عليْكما متّصلٌ ما اتّصل اللّيْل والنّهار واصلٌ ذلك اليْكما غيْر محْجوب عنْكما سلامي انْ شاء الله واسْأله بحقّكما انْ يشاء ذلك ويفْعل فانّه حميدٌ مجيدٌ انْقلبْت يا سيّدىّ عنْكما تائباً حامداً لله شاكراً راجياً للاْجابة غيْر آيس ولا قانط تائباً عائداً راجعاً الى زيارتكما غيْر راغب عنْكما ولا منْ زيارتكما بلْ راجعٌ عائدٌ انْ شاء الله ولا حوْل ولا قوّة الاّ بالله يا سادتي رغبْت اليْكما والى زيارتكما بعْد انْ زهد فيكما وفي زيارتكما اهْل الدّنْيا فلا خيّبني الله ما رجوْت وما امّلْت في زيارتكما انّه قريبٌ مجيبٌ.
(نهاية الدعاء)
قال سيف بن عميرة : فسألت صفواناً فقلت له : انّ علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن الباقر (عليه السلام) انّما أتانا بدعاء الزّيارة فقال صفوان : وردت مع سيّدي الصّادق صلوات الله وسلامه عليه الى هذا المكان ففعل مثل الّذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا الدّعاء عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا ثمّ قال صفوان : قال الصّادق (عليه السلام) : تعاهد هذه الزّيارة وادع بهذا الدّعاء وزر به فانّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قرب أو بعد انّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبه يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمونة بهذا الضّمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين مضموناً بهذا الضّمان عن الحسين (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان والحسن (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان وامير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله) مضموناً بهذا الضّمان ورسول الله (صلى الله عليه واله) عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضّمان وقد آلى الله على نفسه عزّوجل انّ من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزّيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النّار وشفعته في كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله أرسلني الله اليك سروراً وبشرى لك ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم الى يوم البعث لا زلت مسروراً ولا زال علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين الى يوم البعث قال صفوان : قال لي الصّادق (عليه السلام) : يا صفوان اذا حدث لك الى الله حاجة فزر بهذه الزّيارة من حيث كنت وادع بهذا الدّعاء وسل ربّك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد لله.
لماذا لا نجد ذكرا لزيارة عاشوراء في المجاميع الحديثية عند الشيعة؟
كانت المجاميع الحديثية الشيعية مصدرا يرجع إليه الجميع حتى أهل العامة. ولذا كان مسلك المحدثين الكبار هو اجتناب التعرض للأحاديث التي تتعارض مع التقية ( خصوصاً وأن الشيعة تعرّضوا للظلم وضغط الحكّام على طول الخط) ولذا فإن المصادر الحديثية لم تتعرض لزيارة عاشوراء وإنما ذكرت هذه الزيارة المباركة في كتب الأدعية فقط. إذ لم تكن هذه الكتب بيد أحدٍ من غير الشيعة. وبناءاً على هذا فإن عدم وجود زيارة عاشوراء في الكتب القديمة للشيعة ليس معناه أن هذه الزيارة لم تكن موجودة وقد اختلقت في زمان متأخر بل أنها لم تذكر لأن الحكومات الظالمة بعد رحيل الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) استغلت قدرتها وسلطتها ولقرون مديدة لمنع الشيعة من نشر معتقداتها وبيان رأيها. وقد تعرضت المكتبات الشيعية للهجوم والإحراق مرارا وتكرارا من قبل المخالفين لخط أهل البيت :.
ولهذا قام العلماء الكبار بجهود جبارة وتحمّلوا المشاق العسيرة متسلحين بالتقية على اختلاف العصور فاستطاعوا في النتيجة أن يحفظوا ويدوّنوا لنا مباني الشيعة الحديثية. والتي كان أولها أربعمئة أثر عرفت فيما بعد بـ الأصول الأربعمائة . وأصحاب الأئمة : هم من قام بتدوين هذه المجموعة التي تحتوي على أحاديث الأئمة : في مختلف المواضيع. ولكن بمرور الزمان وبسبب الهجمات التي تعرضت لها المكتبات الشيعية ضاع أكثر هذه الأصول الأربعمائة ولم يبق لنا منها اليوم إلا ستة عشر أصلا كما نصّ على ذلك المحدّث النوري ; في خاتمة كتاب مستدرك الوسائل . ومن بعد ذلك وبسعيٍ من الأعلام تم تدوين الكتب الأربعة التي هي : الكافي التهذيب الاستبصار من لايحضره الفقيه. والتي تعتبر المصدر الأساسي الذي يرجع إليه كبار علماءنا.
ومنذ أن غصبت الخلافة وتخلّف القوم عن أوامر الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) وهجموا على بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأقعدوا إمامنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) في بيته وأبعدوا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) الحقيقيين. منذ ذلك الوقت بدأ الضغط على الشيعة الموالين لأهل البيت : يزداد يوما بعد يوم من قبل الخط المخالف وضيقوا الخناق على الشيعة أكثر فأكثر. وفي الشام التي هي أبعد نقطة في رقعة الخلافة الإسلامية هناك استولى الأمويون (لعنهم الله) على السلطة وأمروا بأن يلعن الخليفة الشرعي لرسول الله (صلى الله عليه واله) من على المنابر. وحينما قتل القوم فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت الرسول وبضعته وقتلوا علي بن أبي طالب (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه واله) بالحق. استطاع الأمويون أن ينزلوا بالإسلام شتى أنواع المصائب والبلاء حتى وصل بهم الأمر أن يقتلوا ريحانتي رسول الله (صلى الله عليه واله) الحسن والحسين بأفجع قتلة وأمرّها.
يقول الإمام الباقر (عليه السلام) : لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ونقصى ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ... وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن ع فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (عليه السلام) .
وبعد أن انتهى حكم بني أمية قام بنو العباس (لعنهم الله) بشعاراتهم الكاذبة وأفكارهم الفاسدة والمنحرفة فصبوا أنواع البلاء على رؤوس الشيعة. لأنهم كانوا قلقين من أحقيّة المذهب الشيعة ومتخوّفين من استلام الشيعة للسلطة. فقتلوا الأئمة الأطهار : وسمموهم بأوهى الأعذار المختلقة وسجنوا أصحابهم المقربين أو أبعدوهم وقتلوا كثيرا منهم. واستمر هذا الأسلوب العدائي لقرون عديدة وكان الظلمة يعملون على إتلاف كلما يصل إلى أيديهم من آثار الشيعة. ولكن بقي المذهب الشيعي قائماً ببركة التضحيات التي قدّمها علماؤنا الأبرار وحماة الدين الحنيف. ودوّنوا لنا المباني الأساسية للتشيع على رغم الصعوبات وعلى رغم التقية فكان العلماء (رضوان الله تعالى عليهم) يتحركون بطريقة لا تعطي لخصومهم من المخالفين عذرا في القضاء عليهم. فلم يذكروا الأخبار التي تتعارض مع مبدأ التقية ومنها زيارة عاشوراء. ولهذا السبب لم تذكر زيارة عاشوراء إلا في الكتب التي كانت تتداول بين الشيعة فقط. فهذه الزيارة مذكورة بالأساس في كتب الأدعية والتي تعرف بـ (كتب المزار).