الشعائر الحسينيه
الزيارة و فضلها

الرايات والأعلام العزائيّة الملوّنة
كلّ فاتح وثائر في هذه الحياة تُعقد له راية باسمه والحسين (عليه السّلام) أبو الثوار وقائد الأحرار وهو عظيم العظماء ورايته الحسينيّة المظفّرة تفوق كلّ راية العظماء والفاتحين ؛ إنّها راية العزّة والكرامة والحرية وهي راية الحمد التي حملها جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في غزواته وحملها أبوه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في حروبه ولمّا دنت منه الوفاة سلّمها إلى الحسن المجتبى (عليه السّلام) ثمّ لمّا دنت وفاته سلّمها لأخيه الحسين (عليه السّلام) وهكذا .
هذه الراية المقدّسة تدرّجت في مدارج التناول من يد إمام معصوم ليد إمام آخر إلى أن تسلّمها الإمام الثاني عشر الحجّة المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وسوف يأتي بها في ظهوره وينشرها وقد كانت خضراء لكنّه (عليه السّلام) يستبدلها باللون الأحمر ؛ لأنّ راية جدّه الحسين (عليه السّلام) امتزجت بالألوان الثلاثة باللون الأسود وهو لون الحداد والحزن والجزع .
وبهذا اللون الكاتم سخّر الله تعالى لوليه الحسين (عليه السّلام) شيعة تحيي ذكرى مصابه بالتوارث جيل بعد جيل وهم قابضون بأيديهم الأعلام السوداء مكتوب عليها : (يا مظلوم يا حسين) ويلوّحونها في مسيرات المواكب العزائيّة .
واللون الثاني هو اللون الأحمر وهو لون الدم والشهادة الدامية وقد تراءت هذه الحمرة في كبد السماء حين قُتل الحسين (عليه السّلام) في يوم العاشر من المحرّم سنة 61 هـ .
واللون الثالث هو اللون الأخضر هذا اللون الذي جرح قلب العقيلة زينب (عليه السّلام) حينما جاءت من بعد مصرع أخيها فرأت جسد حجّة الله ملقى على الأرض وقد صهرته الشمس بحرارتها وغيّرت لونه ومحاسنه وقلبته إلى الاخضرار .
وأمام هذا المشهد تحيّرت بطلة كربلاء وأخذت تحلّق بنظراتها إلى جثث القتلى إلى أن وقع بصرها على جثة الحسين (عليه السّلام) ؛ لأنّه ـ بأبي هو واُمّي ـ قد تغيّر جسده الطاهر عليها . فنحن الشيعة عندما نحمل هذه الرايات الثلاث الملوّنة ونلوّح بها في مسيرات العزاء ليس اعتباطاً إنّما هي ترمز لهدف مبدئي مقدّس .
- اللوحات الفنّية للرسّامين والخطّاطين
إنّ في هذا المظهر الحيوي الهام إبداعات جميلة يتعشّقها كلّ هواة الفن ؛ لِما يشبع نهمهم ويروي ظمأهم من مناظر فنّية لا يتذوّقها إلاّ صاحب الذوق الرفيع ومَنْ له اهتمام بالموروث الديني والثقافي والاجتماعي والروحي والحضاري .
وهنا لا بدّ لنا من وقفة مع ريشة الفنان الرسّام الحسيني الذي يُبدع في تصوير حادثة الطفّ ويرسم لنا تلك اللوحات المأساوية ونحن لا نراها إلاّ جاهزة ومعلّقة على حيطان المآتم وفي الطرقات وأثناء انطلاقة المواكب العزائيّة .
وكذلك الأمر لذلك الجندي المجهول الذي يعمل دائماً من تحت الستار وهو ذلك الخطّاط حينما يخطّ بقلمه الشعارات الحسينيّة وغيرها من أقوال المعصومين (عليهم السّلام) في مختلف مناسباتهم وهو يحاول إبراز دقّة فنّه ؛ لكي يظهر بالمظهر الذي يتماشى مع حجم الحدث العاشورائي وغيره من المناسبات العظيمة .
ماذا يرسم لنا الرسام في المواكب العزائيّة ؟
في الغالب نرى الرسام يتأثّر بمرأى واقعي معين أو بمشهد مبكي حزين أو بطبيعة معينة أو بحدث تأريخي معين أو بشخصية ما ؛ سواء كان هذا التأثر في الواقع أو في الخيال فتتحرّك في داخله الرغبة الإبداعية فيُبدع ويرسم حتّى يصل إلى مبتغاه ويخرج لنا لوحة فنّية رائعة المنظر . وما يدريك لعله يجلس على رسم هذه اللوحة أيام وليالي ويسهر عليها حتّى يقدّمها للمشاهد بالشكل الرائع والمقبول والمثير .
في لوس أنجلوس بأمريكا في إحدى السنوات أقام مركز الشباب المسلم هناك معرضاً صورياً شارك فيه الكثير من الرسّامين المبدعين بمختلف أطيافهم ودياناتهم ثمّ عرضوا فيه لوحاتهم .
أيضاً بعض الرسّامين الشيعة ركّزوا على رسم بعض المشاهد المثيرة من واقعة الطفّ في لوحاتهم وعلّقوها من بين اللوحات وكان هناك من الإخوة المؤمنين في المركز مهمّته في المعرض يعرّف باللوحات للزائرين .
هذا الأخ يقول : كان كلّ زائر يزور المعرض لا ينجذب إلى شيء أكثر ممّا ينجذب إلى النظر إلى اللوحات الحسينيّة ؛ لأنّهم رأوا فيها المناظر النادرة والمثيرة .
وكان من بين الزائرين ومن المدعوّين لحضور هذا المعرض هو الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (رحمة الله عليه) ومن جملة انطباعاته على اللوحات التي رآها كان يقول : إنّ اللوحات كانت معظمها رائعة ومعبّرة وهادفة وتُعطي لذهنية الناظر الصورة التقريبية ولكن ما لفت نظري وأثار انتباهي من بين اللوحات المعروضة كانت هناك لوحة لأحد الرسّامين من بلدة الحلّة بالعراق وقد رسم فيها طفل الحسين عبد الله الرضيع والسهم واقع في منحره والدماء من حوله وحوريات قد نزلت من السماء إلى الأرض يتبركنَ بدمائه .
يقول : وأنا أتأمّل إلى هذه اللوحة الفنية الرائعة لكنّي ما استطعت مواصلة التأمّل فيها ؛ لأنّني اختنقت بالعبرة وقد جرت الدموع من عيني .
فالرسّام الحسيني مبدع عظيم ويستحق الثناء والتبجيل والتكريم وقبل أن نكرمه قد كرّمه مولاه الحسين (عليه السّلام) ؛ لِما يؤدّي له من خدمات فنّية جميلة ؛ مكافأة له على عنائه وتعبه وسهره .
أيضاً لا ننسى جهد وعناء ذلك الخطّاط الشريف الذي يسخّر قلمه في خدمة أهل البيت (عليهم السّلام) ويسخّر إبداعاته الخطّية في كتابة الشعارات القدّسية التي أطلقها حسين الإباء في يوم عاشوراء قبل استشهاده . حفظ الله كلّ الخطّاطين والفنّانين الرسّامين وحشرهم مع محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .
بلا شك إنّ كلّ هذا الفن الإبداعي لا يضيع هدراً وإنّما نراه بجلاء قد أصبح مظهراً مؤثراً ودافعاً للحركة الجماهيرية في المواكب العزائيّة .
ركضة عزاء (طويريج) المشهورة لدى شيعة العراق
إنّ الذي رأى هذا الموكب المهيب وهو يخرج يوم عاشوراء أو في أربعينية سيد الشهداء(عليه السّلام) في المسير من حرم أبي الفضل العباس (عليه السّلام) إلى حرم أخيه الحسين (عليه السّلام) يلحظ بأنّ ما وراء هذه الهرولة الزاكية الشريفة حكاية تأريخية مشهورة عريقة برزت بعد استشهاد أبيِّ الضيم (عليه السّلام) وسوف أنقلها لك بنوع من الإسهاب والتفصيل :
ينطلق ما يعرف بـ (عزاء طويريج) بمصاب سيد الشهداء (عليه السّلام) ظهر العاشر من المحرّم بعد صلاة الظهر من منطقة ( طويريج ) وهم يهتفون : (أبد والله ما ننسى حسينا) و (وا حسين) وما إليه من الشعارات الحسينيّة والهتافات الولائية إلى أن يصلوا إلى حرم سيد الشهداء (عليه السّلام) ومنه إلى حرم العباس بن علي (عليهما السّلام) ومنه إلى المخيّم الحسيني .
لهذا العزاء تاريخ طويل ومشاركة كبيرة من الموالين والمحبّين للإمام (عليه السّلام) وهو عزاء جماهيري يُشارك فيه أعداد كبيرة من عشّاق الإمام وهم يندبون لمقتل الإمام السبط مهرولين إلى الصحن الشريف للإمام لاطمين الصدور والرؤوس منادين : يا حسين ! يا حسين ! يا حسين ! هذا النداء الخالد ما خلدت الدنيا .
ويروى في إحدى السنوات كان المرحوم العلاّمة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر من محرّم إلى مدينة كربلاء المقدّسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة ( طويريج ) التي يفصلها عن كربلاء حوالي أربعة فراسخ حيث يعدّ هذا الموكب من أشهر المواكب وأكثرها حرارة إلى درجة أنّ نمطاً من أنماط العزاء الحسيني ما زال مشتهراً باسم ( عزاء طويريج ) ؛ نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) .
والرجال منهم كانوا يسيرون حفاة الإقدام حاسري الرؤؤس وهم يلطمون أنفسهم بقوّة وحرارة على وقع المراثي كالمفجوعين توّاً ممّا يزيد الأسى واللوعة بمصاب سيد الشهداء وتتحوّل مدينة كربلاء المقدّسة إلى حالة من الحزن والأسى في كلّ أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه .
وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم تفاجأ الذين من حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته وخلع قميصه وقد انفجر من شدّة البكاء وغاص في وسط الموكب بين الجماهير وهو يلطم بشدّة وقوّة وهو ينادي ويصيح : وا حسيناه ! وا حسيناه !
وقد تعجّب هؤلاء الذين كانوا من المقرّبين إلى السيد من قيامه بهذا التصرّف بغتة بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً . وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد في الموكب فأحاطوا به من كلّ جانب ؛ خشية أن يصيبه مكروه أو يُداس بالأقدام وسط أمواج هذا الموكب المهرول الكبير .
وطوال تلك الفترة رأى هؤلاء من السيد بحر العلوم ما زاد من تعجّبهم ودهشتهم إذ وجدوه في حالة لم يروها من قبل منه ؛ فقد كان يضرب نفسه بقوّة وشدّة وجزع وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله وكان حقّاً كالذي فقد عزيزاً الساعة .
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم وبعد انتهاء مراسم العزاء وانفضاض الجميع عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية ولكنّه كان شاحب الوجه منخرّ القوى ولم يكن يقوى على النهوض فسأله المحيطون به منكرين : سيدنا ماذا جرى لكم حتّى دخلتم هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب عزاء طويريج كأحدهم ؟!
فنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال : لا تلوموني ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك ؛ فإنّني ما إن اقترب منّي الموكب حتّى رأيت مولاي صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حاسر الرأس حافي القدمين وهو يلطم ويبكي مع اللاطمين الباكين فلم احتمل المنظر ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه .
وعزاء طويريج يبدأ بالمسير انطلاقاً من مدينة طويريج الواقعة على بعد 20 كيلو متراً عن كربلاء حيث يتوجّه المشاركون فيه إلى هذه المدينة سيراً على الأقدام ليصلوا قبل الظهر على مشارف المدينة ؛ حيث تُقام صلاة الظهر هناك لينطلق الموكب إلى داخل المدينة المقدّسة .
وتولّى علماء دين من آل القزويني ووجهاء مدينة طويريج من آل عنبر وعشائر بني حسن وآل فتلة والدعوم الإشراف والإنفاق بمساعدة أهالي هذه المدينة على (ركضة طويريج) التي تنطلق لتبدأ بعدها مراسيم (الركضة) في العاشر من الشهر وهو موكب عزاء يشارك فيه مئات الآلاف في كلّ عام .
حلقة عزاء ذي الجناح المشهورة لدى شيعة البحرين
العزاء الحسيني لا يختصر على شريحة من الناس ليس على الشباب فحسب بل يشترك فيه الشيوخ المسنّين الكبار من ذوي الشيبة البهية وهؤلاء في البحرين قد خُصّصت لهم مسيرة عزائية خاصة بهم وهي معروفة بـ (حلقة ذي الجناح) وهذه التسمية نسبة لجواد الحسين (عليه السّلام) .
وإليك قصّة كيفية هذه المسيرة الخالدة بالتفصيل : تعدّ قبل كلّ شيء الأعلام والشبيهات والخيول والجمال والهوادج ثمّ يتجمّعوا الأجداد والآباء الكرام بعد خروجهم من سماع المقتل يوم العاشر ويتكتلون في لمّة واحدة أمام موكب الشباب ويأتي الرادود في مقدّمتهم ويقرأ قصيدة (أحرم الحجّاج) للشيخ حسن الدمستاني .
هذه القصيدة الحسينيّة الأدبية المشهورة التي على الدوام أبياتها تتردّد على ألسن الموالين المعزّين في كلّ مكان وهي في الواقع ملحمة نظمت حادثة الطفّ من الأوّل إلى الأخير وأصبح كلّ أهل العزاء يردّدون هذه الملحمة بشتّى الألحان في مختلف أنحاء العالم الإسلامي والوسط الشيعي .
والقصيدة في الموكب على حال نظمها لم يغيّر فيها شيء إلاّ المستهل الذي اعتاد المعزّون أن يردّدوه في كلّ عام بهذه الكيفية :
ذو الجناح أقبل من الميدان خالي وويلاه أي وا حسيناه وويلاه
تأمّلات واقعية واعية في موكب ذي الجناح
متى تأسس موكب ذي الجناح ؟ ولأيّ هدف وجد هذا الموكب ؟
يعتبر أهل البحرين إنّ أوّل مأتم أُقيم في البحرين هو (مأتم ابن أمان) في حي المخارقة وسط العاصمة المنامة قبل حوالي قرنين وشارك في تشييده أبناء الحي من البحّارة والبنّائين وقد تمّ تجديده بعد وفاة الحاج عبد الأعلى أمان عام 1869 .
ومنذ تأسيس هذا المأتم التأريخي في ذلك الوقت انطلقت منه مسيرة حلقة ذي الجناح وشيئاً فشيئاً أخذ يكبر هذا الموكب إلى أن عمّ مناطق وقرى البحرين وكان له شهرة واتساع واسع بمشاركة أصحاب الثياب من المسنّين من جيل الأجداد والآباء .
فلو تأمّلنا في هذا الموكب المقدّس تأمّلاً واعياً لرأينا أنّ الهدف الأسمى من إيجاد مثل هذا العزاء هو المشاركة الوجدانية لجميع الموالين من شيب وشباب فلماذا نلغي دور المسنّين من المشاركة في المواكب العزائية ؟
لا بدّ أن تفرد لهم حلقة خاصة بهم حتّى تكون لهم الحافز المشجّع على المشاركة ؛ ولأجل هذا الهدف النبيل تمّ إنشاء موكب ذا الجناح . ونأمل أنّ هذه التجربة الرائدة ستعمم على كلّ مناطق العزاء في العالم الشيعي حتّى تصبح المشاركة لجميع الفئات في المجتمع .
وإنّي على يقين بأنّ الشيعة مع تقدّم وتطوّر المواكب العزائية في هذا العصر إلاّ أنّ هناك الكثير ممّن يرغب أن يجعل ذا الجناح في مقدّمة المواكب العزائية الاُخرى ولذكريات وفاء جواد الحسين (عليه السّلام) .
موكب عزاء حديث خاص للصم والبكم في البحرين
إنّ لكلّ إنسان حقّ في هذه الحياة ولو كان من ذوي العاهة فمن الظلم أن يُحرم منه وبالاستطاعة أن يحصل على حقّه بمساعدة أهل الخير من المجتمع ولا خير في مجتمع لا ينتبه إلى الفئة المحرومة .
والحياة هي الحركة وكما يُقال : في كلّ حركة بركة . وأيّ حركة طبيعية تطوعية تسير في اتجاه خدمة أهل البيت (عليهم السّلام) يباركها الله عزّ وجلّ ويباركها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويباركها جميع المعصومين (عليهم السّلام) .
فأهالي منطقة النعيم في البحرين قد تحرّكوا تحرّكاً جدّياً من أجل إنشاء موكب حسيني يضم فئة الصم والبكم ؛ هذه الفئة التي عاشت في السنوات المنصرمة قد لا تفهم إلاّ القليل عن المواكب العزائية وبالفعل تمّ هذا الإنجاز الكبير وضمّ هذه الفئة إلى باقي فئات المجتمع . وكلّ هذا الفضل يرجع إلى أهالي النعيم الذين أُشربوا حبّ الحسين (عليه السّلام) ؛ حيث إنّ قلوبهم تقطر بالولاء الخالص للعترة الطاهرة .
وفّق الله المؤسسين والقائمين على خدمة هذا الموكب المبارك المقدّس وجعل هذا الإنجاز المثمر والعطاء اليانع في ميزان حسناتهم .
متى بدأ موكب الصم والبكم وكيف كانت انطلاقته ؟
لقد بدأ هذا الموكب المميّز يظهر وجوده في صفوف المسيرات العزائية المقدّسة بجهود حثيثة مكثفة من قبل لجنة مأتم النعيم الجنوبي حيث طرحت فكرة المجلس الحسيني للصم في 30 / 7 / 2003م ووافق المجلس على تبنّي الفكرة .
وبعد الموافقة بدأ التحرّك في تطبيق هذا المشروع القيم ؛ فأُقيم أوّل مجلس ديني (حسيني) مترجم بلغة الإشارة للرجال ‏‏( مكان خاص للرجال) في 26 / 2 / 2004م ثمّ أُقيم أوّل مجلس ديني حسيني مترجم بلغة الإشارة ‏للنساء في 28 / 2 / 2004م . وفي تاريخ 10 / محرّم 1425 هـ زار وزير الصحة المجلس الديني للصم نساءً ورجالاً .
ومن ضمن الفعاليات والنشاطات المستمرة تمّ اللقاء بالمجلس الحسيني للصم مع د . فؤاد شهاب رئيس مركز سلطان لتنمية السمع والنطق بتاريخ 11 محرّم 1425هـ ـ 20 محرّم 1425هـ .
وفي 1 / 3 / 2004م تمّ إجراء اختبارات سمعية للصم بمركز سلطان لتنمية السمع ‏والنطق‏ في ‏2 / 3 / 2004م (29 محرّم 1425 هـ) وتمّ لقاء لجنة الصم بوزير الصحة في ‏قاعة رفيده بوزارة الصحة .‏
وفي 4 / 2 / 2005م تمّ إعداد إقامة مخيّم ثقافي وترفيهي للصم بالصخير بالتعاون مع ‏جمعية التوعية الإسلامية .‏
‏وفي 19 / 2 / 2005م (10 محرّم 1426هـ) انطلق أوّل موكب عزاء للصم والبكم في البحرين ‏إن لم يكن على مستوى العالم . ‏
إنّ هذه مجهودات بدائية رائدة شكّلت حجر الأساس لإقامة هذا المشروع الولائي الحسيني الهام وحري بي وبكلّ إنسان منصف أن يشيد وينوّه بهذه المبادرات والجهود الخيّرة ويثني عليها ؛ لأنّها قد أنجحت بروز موكب الصم والبكم وصيّرته على هذه الكيفية التي نراها بارزة على هيئته إلى حتّى هذا العام 2006م وإلى الأعوام المقبلة إنشاء الله تعالى .