Ø§ØØªÙ„Ù‘ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) قلوب العظماء ومشاعرهم ØŒ وصار أنشودة Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ÙÙŠ كلّ زمان ومكان ØŒ وذلك لما قام به من عظيم التضØÙŠØ© تجاه أخيه سيّد الشهداء ØŒ الذي ثار ÙÙŠ وجه الظلم والطغيان ØŒ وبنى للمسلمين عزّاً شامخاً ØŒ ومجداً خالداً.
ÙˆÙيما يلي بعض الكلمات القيّمة التي أدلى بها بعض الشخصيات الرÙيعة ÙÙŠ ØÙ‚Ù‘ أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام).
1ـ الإمام زين العابدين :
أمّا الإمام زين العابدين Ùهو من المؤسسين للتقوى ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ÙÙŠ الإسلام ØŒ وكان هذا الإمام العظيم يترØÙ‘Ù… Ù€ دوماً Ù€ على عمّه العبّاس ويذكر بمزيد من الإجلال والإكبار تضØÙŠØ§ØªÙ‡ الهائلة لأخيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وكان مما قاله ÙÙŠ ØÙ‚ّه هذه الكلمات القيّمة :
رØÙ… الله عمّي العباس ØŒ Ùلقد آثر وأبلى ØŒ ÙˆÙØ¯Ù‰ أخاه Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ØØªÙ‰ Ù‚ÙØ·Ø¹Øª يداه ØŒ ÙØ£Ø¨Ø¯Ù„Ù‡ الله بجناØÙŠÙ† ØŒ يطير بهما مع الملائكة ÙÙŠ الجنّة ØŒ كما جعل Ù„Ø¬Ø¹ÙØ± بن أبي طالب ØŒ وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة .. » (1).
وألمّت هذه الكلمات بأبرز ما قام به أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ من التضØÙŠØ§Øª تجاه أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) ØŒ Ùقد أبدى ÙÙŠ سبيله من ضروب الإيثار وصنو٠التضØÙŠØ© ما ÙŠÙوق ØØ¯Ù‘ الوص٠، وما كان به مضرب المثل على امتداد التاريخ ØŒ Ùقد قطعت يداه الكريمتان يوم الطÙÙ‘ ÙÙŠ سبيله ØŒ وظلّ يقاوم عنه ØØªÙ‰ هوى إلى الأرض صريعاً ØŒ وان لهذه التضØÙŠØ§Øª الهائلة عند الله منزلة كريمة ØŒ Ùقد منØÙ‡ من الثواب العظيم ØŒ والأجر الجزيل ما يغبطه عليه جميع شهداء الØÙ‚Ù‘ ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ÙÙŠ دنيا الإسلام وغيره.
2Ù€ الإمام الصادق : أمّا الإمام الصادق ( عليه السلام) Ùهو العقل المبدع والمÙكّر ÙÙŠ الإسلام Ùقد كان هذا العملاق العظيم يشيد دوماً بعمّه العبّاس ØŒ ويثني ثناءً عاطراً ونديّاً على مواقÙÙ‡ البطولية يوم الطÙÙ‘ ØŒ وكان مما قاله ÙÙŠ ØÙ‚ّه : « كان عمّي العبّاس بن علي ( عليه السلام) Ù†Ø§ÙØ° البصيرة ØŒ صÙلب الإيمان ØŒ جاهد مع أخيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وأبلى بلاءً ØØ³Ù†Ø§Ù‹ ØŒ ومضى شهيداً .. » (2).
ÙˆØªØØ¯Ù‘Ø« الإمام الصادق ( عليه السلام) عن أنبل Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الماثلة عند عمّه العبّاس والتي كانت موضع إعجابه وهي :
Ø£ Ù€ Ù†ÙØ§Ø° البصيرة :
أمّا Ù†ÙØ§Ø° البصيرة ØŒ ÙØ§Ù†Ù‡Ø§ منبعثة من سداد الرأي ØŒ وأصالة الÙكر ØŒ ولا يتّص٠بها إلاّ من ØµÙØª ذاته ØŒ وخلصت سريرته ØŒ ولم يكن لدواعي الهوى والغرور أي سلطان عليه ØŒ وكانت هذه Ø§Ù„ØµÙØ© الكريمة من أبرز ØµÙØ§Øª أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ùقد كان من Ù†ÙØ§Ø° بصيرته ØŒ وعمق تÙكيره مناصرته ومتابعته لإمام الهدى وسيّد الشهداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) ØŒ وقد ارتقى بذلك إلى قمّة الشر٠والمجد ØŒ وخلدت Ù†ÙØ³Ù‡ العظيمة على امتداد التأريخ ØŒ Ùما دامت القيم الإنسانية يخضع لها الإنسان ØŒ ويمجّدها ÙØ£Ø¨Ùˆ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ قد بلغ قمّتها وذروتها.
ب Ù€ الصلابة ÙÙŠ الإيمان :
والظاهرة الأخرى من ØµÙØ§Øª أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ( عليه السلام) هي الصلابة ÙÙŠ الإيمان وكان من صلابة إيمانه انطلاقه ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ§Øª الجهاد بين يدي Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله مبتغياً ÙÙŠ ذلك الأجر عند الله ØŒ ولم ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ إلى تضØÙŠØªÙ‡ بأي Ø¯Ø§ÙØ¹ من Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ المادية ØŒ كما أعلن ذلك ÙÙŠ رجزه يوم الطÙÙ‘ ØŒ وكان ذلك من أوثق الأدلة على إيمانه.
ج Ù€ الجهاد مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† :
وثمّة مكرمة ÙˆÙØ¶ÙŠÙ„Ø© أخرى لبطل كربلاء العباس ( عليه السلام) أشاد بها الإمام الصادق ( عليه السلام) وهي جهاده المشرق بين يدي سبط رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ وسيّد شباب أهل الجنّة ØŒ ويعتبر الجهاد ÙÙŠ سبيله من أسمى مراتب Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© التي انتهى إليها أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ وقد أبلى بلاءً ØØ³Ù†Ø§Ù‹ يوم الطÙÙ‘ لم يشاهد مثله ÙÙŠ دنيا البطولات.
د ـ زيارة الإمام الصادق :
وزار الإمام الصادق ( عليه السلام) أرض الشهادة ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ كربلاء ØŒ وبعدما انتهى من زيارة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته والمخبتين من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس ØŒ ووق٠على المرقد المعظّم ØŒ وزاره بالزيارة
التالية التي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس ، وعظيم مكانته ، وقد استهلّ زيارته بقوله :
سلام الله ØŒ وسلام ملائكته المقرّبين ØŒ وأنبيائه المرسلين ØŒ وعباده الصالØÙŠÙ† ØŒ وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات Ùيما تغتدي ÙˆØªØ±ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙƒ يا ابن أمير المؤمنين .. ».
لقد استقبل الإمام الصادق عمّه العباس بهذه الكلمات Ø§Ù„ØØ§Ùلة بجميع معاني الإجلال والتعظيم ØŒ Ùقد Ø±ÙØ¹ له تØÙŠØ§Øª من الله وسلام ملائكته ØŒ وأنبيائه المرسلين ØŒ وعباده الصالØÙŠÙ† ØŒ والشهداء ØŒ والصدّيقين ØŒ وهي أندى وأزكى تØÙŠÙ‘Ø© Ø±ÙØ¹Øª له ØŒ ويمضي سليل النبوّة الإمام الصادق ( عليه السلام) ÙÙŠ زيارته قائلاً :
وأشهد لك بالتسليم ØŒ والتصديق ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØŒ والنصيØÙ‡ لخل٠النبيّ المرسل ØŒ والسبط المنتجب ØŒ والدليل العالم ØŒ والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم .. »
وأضÙÙ‰ الإمام الصادق ( عليه السلام) بهذا المقطع أوسمة رÙيعة على عمّه العبّاس هي من أجلّ وأسمى الأوسمة التي تضÙÙ‰ على الشهداء العظام ØŒ وهي :
أ ـ التسليم :
وسلّم العباس ( عليه السلام) لأخيه سيّد الشهداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) جميع أموره ØŒ وتابعه ÙÙŠ جميع قضاياه ØØªÙ‘Ù‰ استشهد ÙÙŠ سبيله ØŒ وذلك لعلمه بإمامته القائمة على الإيمان الوثيق بالله تعالى ØŒ وعلى أصالة الرأي وسلامة القصد ØŒ والإخلاص ÙÙŠ النيّة.
ب ـ التصديق :
وصدّق العبّاس ( عليه السلام) أخاه Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙÙŠ جميع اتجاهاته ØŒ ولم يخامره شكّ ÙÙŠ عدالة قضيّته ØŒ وانّه على الØÙ‚ ØŒ وان من نصب له العداوة وناجزه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ كان على ضلال مبين.
ج Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ :
من Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الكريمة التي أضاÙها الإمام الصادق ( عليه السلام) على عمّه أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ( عليه السلام) ØŒ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØŒ Ùقد ÙˆÙÙ‰ ما عاهد عليه الله من نصرة إمام الØÙ‚ أخيه أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) ØŒ Ùقد وق٠إلى جانبه ÙÙŠ Ø£ØÙ„Ùƒ الظرو٠وأشدّها Ù…ØÙ†Ø© وقسوة ØŒ ولم ÙŠÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ ØØªÙ‰ قطعت يداه ØŒ واستشهد ÙÙŠ سبيله.
لقد كان Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ الذي هو من أميز Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الرÙيعة عنصراً من عناصر أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ وذاتياً من ذاتياته ØŒ Ùقد Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ Ù„Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ والبرّ للقريب والبعيد.
د Ù€ Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© :
وشهد الإمام الصادق Ø¨Ù†ØµÙŠØØ© عمّه العبّاس لأخيه سيّد الشهداء ( عليه السلام) ØŒ Ùقد أخلص له ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© على مقارعة الباطل ØŒ ومناجزة أئمّة Ø§Ù„ÙƒÙØ± والضلال ØŒ وشاركه ÙÙŠ تضØÙŠØ§ØªÙ‡ الهائلة التي لم يشاهد العالم مثلها نظيراً ÙÙŠ جميع ÙØªØ±Ø§Øª التاريخ ... ولننظر إلى بند آخر من بنود هذه الزيارة الكريمة ØŒ يقول ( عليه السلام) :
« ÙØ¬Ø²Ø§Ùƒ الله عن رسوله ØŒ وعن أمير المؤمنين ØŒ وعن Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† صلوات الله عليهم Ø£ÙØ¶Ù„ الجزاء بما صبرت ØŒ ÙˆØ§ØØªØ³Ø¨Øª ØŒ وأعنت Ùنعم عقبى الدار ... ».
ÙˆØÙˆÙ‰ هذا المقطع على إكبار الإمام الصادق ( عليه السلام) لعمّه العبّاس وذلك لما قدّمه من الخدمات العظيمة ØŒ والتضØÙŠØ§Øª الهائلة لسيّد شباب أهل
الجنّة ØŒ ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) Ùقد ÙØ¯Ø§Ù‡ بروØÙ‡ ØŒ Ùˆ وقاه بمهجته ØŒ وصبر على ما لاقاه ÙÙŠ سبيله من المØÙ† والشدائد مبتغياً ÙÙŠ ذلك الأجر عند الله ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§Ù‡ الله عن نبيّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) وعن باب مدينته الإمام أمير المؤمنين ØŒ وعن Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø£ÙØ¶Ù„ الجزاء على عظيم تضØÙŠØ§ØªÙ‡.
ويستمرّ مجدّد الإسلام الإمام الصادق ( عليه السلام) ÙÙŠ زيارته لعمّه العبّاس ØŒ Ùيذكر ØµÙØ§ØªÙ‡ الكريمة ØŒ وما له من المنزلة العظيمة عند الله تعالى ØŒ Ùيقول بعد السلام عليه :
« أشهد ØŒ ÙˆØ£ÙØ´Ù‡Ø¯ الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون ÙÙŠ سبيل الله ØŒ المناصØÙˆÙ† له ÙÙŠ جهاد أعدائه ØŒ المبالغون ÙÙŠ نصرة أوليائه ØŒ الذابّون عن Ø£ØØ¨Ù‘ائه ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§Ùƒ الله Ø£ÙØ¶Ù„ الجزاء وأوÙÙ‰ الجزاء ØŒ وأوÙÙ‰ جزاء Ø£ØØ¯ ممن ÙˆÙÙŠ ببيعته ØŒ واستجاب لدعوته ØŒ وأطاع ولاة أمره ... ».
لقد شهد الإمام الصادق العقل المÙكّر والمبدع ÙÙŠ الإسلام ØŒ واشهد الله تعالى على ما يقول : من أنّ عمّه أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس ( عليه السلام) قد مضى ÙÙŠ جهاده مع أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) ØŒ على الخطّ الذي مضى عليه شهداء بدر الذين هم من أكرم الشهداء عند الله Ùهم الذين كتبوا النصر للإسلام ØŒ وبدمائهم الزكية Ø§Ø±ØªÙØ¹Øª كلمة الله عالية ÙÙŠ الأرض وقد استشهدوا وهم على بصيرة من أمرهم ØŒ ويقين من عدالة قضيّتهم ØŒ وكذلك سار أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس على هذا الخطّ المشرق ØŒ Ùقد استشهد لإنقاذ الإسلام من Ù…ØÙ†ØªÙ‡ Ø§Ù„ØØ§Ø²Ø¨Ø© ØŒ Ùقد ØØ§ÙˆÙ„ صعلوك بني أميّة ØÙيد أبي سÙيان أن يمØÙˆ كلمة الله ØŒ ويل٠لواء الإسلام ØŒ ويعيد الناس لجاهليتهم الأولى ØŒ ÙØ«Ø§Ø± أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بقيادة أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ÙÙŠ وجه الطاغية السÙّاك ØŒ وتØÙ‚قت بثورتهم كلمة الله العليا ÙÙŠ نصر الإسلام وإنزال الهزيمة الساØÙ‚Ø© بأعدائه وخصومه.
ويستمرّ الإمام الصادق ( عليه السلام) ÙÙŠ زيارته لعمّه العباس Ùيسجّل ما ÙŠØÙ…له من إكبار وتعظيم ØŒ Ùيقول :
« أشهد أنّك قد بالغت ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© ØŒ وأعطيت غاية المجهود ÙØ¨Ø¹Ø«Ùƒ الله ÙÙŠ الشهداء ØŒ وجعل روØÙƒ مع Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ø¹Ø¯Ø§Ø¡ ØŒ وأعطاك من جنانه Ø£ÙØ³ØÙ‡Ø§ منزلاً ØŒ ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ها ØºØ±ÙØ§Ù‹ ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ ذكرك ÙÙŠ علّيين ÙˆØØ´Ø±Ùƒ مع النبّيين ØŒ والصديقين والشهداء ØŒ والصالØÙŠÙ† ØŒ ÙˆØØ³Ù† Ø£Ùولئك رÙيقاً.
أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل ØŒ وانّك مضيت على بصيرة من أمرك ØŒ مقتدياً بالصالØÙŠÙ† ØŒ ومتبعاً للنبيّين ØŒ ÙØ¬Ù…ع الله بيننا ØŒ وبينك وبين رسوله وأوليائه ÙÙŠ منازل المخبتين ØŒ ÙØ§Ù†Ù‘Ù‡ أرØÙ… الراØÙ…ين .. » (3).
ويلمس ÙÙŠ هذه البنود الأخيرة من الزيارة مدى أهميّة العبّاس ØŒ وسموّ مكانته عند إمام الهدي الإمام الصادق ( عليه السلام) ØŒ وذلك لما قام به هذا البطل العظيم من خالص Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© ØŒ وعظيم التضØÙŠÙ‘Ù‡ Ù„Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) ØŒ كما دعا الإمام له ببلوغ المنزلة السامية عند الله التي لا ينالها إلاّ الأنبياء ØŒ واوصيائهم ØŒ ومن أمتØÙ† الله قلبه للإيمان.
3 Ù€ الإمام Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© :
وأدلى الإمام Ø§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¸ÙŠÙ… بقيّة الله ÙÙŠ الأرض قائم آل Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه واله) بكلمة رائعة ÙÙŠ ØÙ‚Ù‘ عمّه العبّاس ( عليه السلام) جاء Ùيها :
« السلام على أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس ابن أمير المؤمنين ØŒ المواسي أخاه Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ الآخذ لغده من أمسه ØŒ Ø§Ù„ÙØ§Ø¯ÙŠ Ù„Ù‡ ØŒ الواقي ØŒ الساعي إليه بمائه ØŒ المقطوعة يداه ØŒ لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد ØŒ ÙˆØÙƒÙŠÙ… بن الطÙيل الطائي .. » (4).
وأشاد بقيّة الله ÙÙŠ الأرض Ø¨Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الكريمة الماثلة ÙÙŠ عمّه قمر بني هاشم ÙˆÙØ®Ø± عدنان ØŒ وهي :
1 Ù€ مواساته لأخيه سيّد الشهداء ( عليه السلام) ØŒ Ùقد واساه ÙÙŠ Ø£ØÙ„Ùƒ الظرو٠، وأشدّها Ù…ØÙ†Ø© وقسوة ØŒ وظلّت مواساته له مضرب المثل على امتداد التاريخ.
2 Ù€ تقديمه Ø£ÙØ¶Ù„ الزاد لآخرته ØŒ وذلك بتقواه ØŒ وشدّة ØªØØ±Ù‘جه ÙÙŠ الدين ØŒ ونصرته لإمام الهدى.
3 Ù€ تقديم Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ واخوته ØŒ وولده ÙØ¯Ø§Ø¡Ù‹ لسيّد شباب أهل الجنّة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† 7.
4 ـ وقايته لأخيه المظلوم بمهجته.
5 Ù€ سعيه لأخيه وأهل بيته بالماء ØÙŠÙ†Ù…ا ÙØ±Ø¶Øª سلطات البغي والجور Ø§Ù„ØØµØ§Ø± على ماء Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª من أن تصل قطرة منه لآل النبيّ (صلى الله عليه واله).
4 ـ الشعراء :
وهام Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± من شعراء أهل البيت : بشخصية أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ التي
بلغت قمّة الشر٠والمجد ØŒ وسجّلت ØµÙØØ§Øª من النور ÙÙŠ تاريخ الأمّة الإسلامية ØŒ وقد نظموا ÙÙŠ ØÙ‚ّه روائع الشعر العربي إكباراً وإعجاباً بمثله الكريمة ØŒ Ùيما يلي بعضهم.
1 Ù€ الكÙمَيْت :
أمّا شاعر الإسلام الأكبر الكÙميت الأسدي Ùقد انطبع ØØ¨Ù‘ أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ أعماق Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وقد تعرّض لمدØÙ‡ ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ هاشمياته الخالدة قال :
وأبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إنّ ذكرهم الØÙ„Ùˆ
Ø´ÙØ§Ø¡ النÙوس من اسقام (5)
إنّ ذكر أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس ( عليه السلام) ØŒ وسائر أهل البيت : ØÙ„Ùˆ عند كل شري٠لأنّه ذكر Ù„Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© والكمال المطلق ØŒ كما أنّه Ø´ÙØ§Ø¡ للنÙوس من أسقام الجهل والغرور ØŒ وسائر الأمراض Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ©.
2 Ù€ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بن Ù…ØÙ…د :
من الشعراء الملهمين الذين هاموا بشخصية أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ( عليه السلام) هو ØÙيده الشاعر الكبير Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بن Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عبيد الله بن العباس Ùقد قال :
إني لأذكـر للعبّـاس موقÙÙ‡
بكربـلاء وهام القوم يختطÙ
ÙŠØÙ…ÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ويØÙ…يه على ظمأ
ولا يـولّـي ولا يثنـي ÙيختلÙ
ولا أرى مشهـداً يوماً كمشهده
مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والشرÙ
أكرم به مشهداً بانت ÙØ¶ÙŠÙ„ته
وما أضاع له Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ خل٠(6)
وصوّرت هذه الأبيات شجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ( عليه السلام) وما قام به من دور مشرق يدعو إلى الاعتزاز ÙˆØ§Ù„ÙØ®Ø± ÙÙŠ ØÙ…اية أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ØŒ ووقايته له بمهجته ØŒ وسقايته له ÙˆÙ„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ عائلته ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ بالماء ØŒ Ùلم يكن هناك مشهد Ø£ÙØ¶Ù„ ولا أسمى من هذا الموق٠الرائع الذي وقÙÙ‡ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ مع أخيه أبي عبد الله ( عليه السلام) ... وقد استولت مواق٠أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ على ØÙيده Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ùهام بها ورثاه بذوب روØÙ‡ ØŒ وكان من رثائه له هذه الأبيات الرقيقة :
Ø£ØÙ‚ النـاس أن يبكى عليه
ÙØªÙ‰ أبكى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بكربـلاء
أخوه وابـن والده علـي
أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ المضرّج بالدماء
ومن واسـاه لا يثنيه شيء
وجادله على عطش بماء (7)
نعم ان Ø£ØÙ‚ الناس أن يمجد ويبكى على ما ØÙ„Ù‘ به من رزء قاصم هو أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ رمز الإباء ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ØŒ Ùقد رزأ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) بمصرعه ØŒ وبكاه أمرّ البكاء لأنّه Ùقد بمصرعه أبرّ الإخوان ØŒ وأعطÙهم عليه.
3ـ السيّد راضي القزويني :
وهام الشاعر العلوي السيّد راضي القزويني بشخصية أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ( عليه السلام) قال :
أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ يا من أسس Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والإبا
أبى Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إلاّ أن تكون لـه أبـا
تطلبت أسبـاب العلـى ÙØ¨Ù„غتها
وما كل ساع بالغ ما تطلبـا
ودون Ø§ØØªÙ…ال الضيم عزّ ومنعة
تخيرت أطرا٠الأسنّة مركبا
انّ أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ من المؤسسين Ù„Ù„ÙØ¶Ù„ والإباء ÙÙŠ دنيا العرب والإسلام Ùقد سما إلى طرق المجد ØŒ وأسباب العلى ØŒ ÙØ¨Ù„غ قمّتها ØŒ وقد تخير أطرا٠الأسّنة ÙˆØ§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ØØªÙ‰ لا يناله ذلّ ØŒ ولا ضيم.
4Ù€ Ù…ØÙ…د رضا الأزري :
وأشاد الشاعر الكبير Ø§Ù„ØØ§Ø¬ Ù…ØÙ…د رضا الأزري ÙÙŠ رائعته بالمثل الكريمة التي تØÙ„ّى بها قمر بني هاشم ØŒ والتي Ø§ØØªÙ„ت Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ومشاعرهم يقول :
ÙØ§Ù†Ù‡Ø¶ الى الذكر الجميل مشمّراً
ÙØ§Ù„ذكر أبقى ما اقتنته كرامها
أو ما أتاك ØØ¯ÙŠØ« وقعة كربلا
انّى وقد بلغ السماء قتامها
يوم أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ استجار به الهدى
والشمس من كدر العجاج لثامها
ودعا الأزري بالبيت من رائعته إلى اقتناء الذكر الجميل الذي هو من Ø£ÙØ¶Ù„ المكاسب التي ÙŠØ¸ÙØ± بها الإنسان ÙØ§Ù†Ù‡ أبقى ØŒ وأخلد له ØŒ ودعا بالبيت الثاني إلى التأمّل ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من واقعة كربلاء التي ØªÙØ¬Ù‘رت من بركان هائل من Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ والمآثر لآل النبيّ (صلى الله عليه واله) ØŒ وعرج بالبيت الثالث على أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس ( عليه السلام) الذي استجار به سبط النبيّ (صلى الله عليه واله) ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡ ØŒ ولنستمع إلى ما قام به العبّاس من النصر والØÙ…اية لأخيه ØŒ يقول الأزري :
ÙØÙ…Ù‰ عرينتـه ودمدم دونها
ويذب من دون الشرى ضرغامها
والبيض Ùوق البيض ØªØØ³Ø¨ وقعها
زجل الرعود إذا اكÙهرّ غمامها
من باسل يلقى الكتيبة باسماً
والشوس ÙŠØ±Ø´Ø Ø¨Ø§Ù„Ù…Ù†ÙŠØ© هامها
واشم لا ÙŠØØªÙ„ دار هضيمة
أو يستقلّ على النجوم رغامها
أو لم تكن تدري قريش أنّه
طلاع كل ثنية مقدامها
وهذه الأبيات منسجمة كل الانسجام مع بطولات أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ Ùقد صوّرت بسالته ØŒ وما قام به من دور مشر٠ÙÙŠ ØÙ…اية أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± Ùقد انبرى كالأسد يذبّ عن أخيه ÙÙŠ معركة الشر٠والكرامة ØŒ غير ØØ§ÙÙ„ بتلك الوØÙˆØ´ الكاسرة التي ملأت البيداء Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن ذئاب البشرية ØŒ وقد انطلق أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ باسماً ÙÙŠ ميادين Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وهو ÙŠØØ·Ù‘Ù… أنو٠أÙولئك الأوغاد ويجرّعهم غصص الموت ÙÙŠ سبيل كرامته وعزّة أخيه ØŒ وقد استبان للقبائل القرشية ÙÙŠ هذه المعركة ان أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ طلاع كل ثنية ØŒ وانه ابن من أرغمها على الإسلام ÙˆØØ·Ù‘Ù… جاهليتها وأوثانها.
وبهذا العرض نأتي على الانطباعات الكريمة عن شخصية أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ( عليه السلام) عند الأئمة الطاهرين : ØŒ وعند بعض أعلام الأدب العربي.
______________
(1) الخصال 1 : 35.
(2) ذخيرة الدارين : 123 نقلاً عن عمدة الطالب.
(3) Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان للقمّي وغيره من كتب الزيارات والأدعية.
(4) مزار Ù…ØÙ…د بن المشهدي من أعلام القرن السادس : 553.
(5) الهاشميات : 25 ØŒ ومن الغريب أن Ø§Ù„Ø´Ø§Ø±Ø Ù„Ù‡Ø°Ø§ الديوان قال : ان المراد بأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ هو العباس بن عبد المطلب.
(6) قمر بني هاشم : 147 نقلاً عن المجدي.
(7) الغدير 3 : 5