انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

لما بلغ مسلما خبر هاني خاف أن يؤخذ غيلة فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه Ùˆ بين الناس Ùˆ أمر عبد اللّه بن حازم أن ينادي في أصحابه Ùˆ قد ملأ بهم الدور حوله فاجتمع إليه أربعة آلاف ينادون بشعار المسلمين يوم بدر: «ÙŠØ§ منصور أمت».
ثم عقد لعبيد اللّه بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة و ربيعة و قال سر أمامي على الخيل و عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي على ربع مذحج و أسد و قال :
انزل في الرجال و عقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم و همدان و عقد للعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة.
Ùˆ أقبلوا نحو القصر فتحرز ابن زياد فيه Ùˆ غلق الأبواب Ùˆ لم يستطع المقاومة لأنه لم يكن معه إلا ثلاثون رجلا من الشرطة Ùˆ عشرون رجلا من الأشراف Ùˆ مواليه ØŒ لكن نفاق الكوفة Ùˆ ما جبلوا عليه من الغدر لم يدع لهم «Ø¹Ù„ما» يخفق فلم يبق من الأربعة آلاف إلا ثلثمائة «1».
Ùˆ قد وصفهم الأحنف بن قيس بالمومسة تريد كل يوم بعلا «2».
Ùˆ لما صاح من في القصر يا أهل الكوفة اتقوا اللّه Ùˆ لا توردوا على أنفسكم خيول الشام فقد ذقتموهم Ùˆ جربتموهم فتفرق هؤلاء الثلاثمائة حتى إن الرجل يأتي ابنه Ùˆ أخاه Ùˆ ابن عمه فيقول له انصرف Ùˆ المرأة تأتي زوجها فتتعلق به حتى يرجع‏ «3».
فصلى مسلم عليه السّلام العشاء بالمسجد Ùˆ معه ثلاثون رجلا ثم انصرف نحو كندة «4» Ùˆ معه ثلاثة Ùˆ لم يمض إلا قليلا Ùˆ إذا لم يشاهد من يدله على الطريق‏ «5» فنزل عن فرسه Ùˆ مشى متلددا في أزقة الكوفة لا يدري إلى أين يتوجه‏ «6».
و لما تفرق الناس عن مسلم و سكن لغطهم و لم يسمع ابن زياد أصوات الرجال أمر من معه في القصر أن يشرفوا على ظلال المسجد لينظروا هل كمنوا فيها فكانوا يدلون القناديل و يشعلون النار في القصب و يدلونها بالحبال إلى أن تصل إلى صحن الجامع فلم يروا أحدا فأعلموا ابن زياد و أمر مناديه أن ينادي في الناس ليجتمعوا في المسجد و لما امتلأ المسجد بهم رقي المنبر و قال: إن ابن عقيل قد أتى ما قد علمتم من الخلاف و الشقاق فبرئت الذمة من رجل وجدناه في داره و من جاء به فله ديته فاتقوا اللّه عباد اللّه و الزموا طاعتكم و بيعتكم و لا تجعلوا على أنفسكم سبيلا.
ثم أمر صاحب شرطته الحصين بن تميم أن يفتش الدور Ùˆ السكك Ùˆ حذره من الفتك به إن أفلت مسلم Ùˆ خرج من الكوفة «7».
فوضع الحصين الحرس على أفواه السكك Ùˆ تتبع الأشراف الناهضين مع مسلم فقبض على عبد الأعلى بن يزيد الكلبي Ùˆ عمارة بن صلخب الأزدي فحبسهما ثم قتلهما Ùˆ حبس جماعة من الوجوه استيحاشا منهم Ùˆ فيهم الأصبغ بن نباته Ùˆ الحارث الأعور الهمداني‏ «8».
حبس المختار
Ùˆ كان المختار عند خروج مسلم في قرية له تدعى (خطوانية) «9» فجاء بمواليه يحمل راية خضراء Ùˆ يحمل عبد اللّه بن الحارث راية حمراء Ùˆ ركز المختار رايته على باب عمرو بن حريث Ùˆ قال: أردت أن أمنع عمرا «10» Ùˆ وضح لهما قتل مسلم Ùˆ هاني Ùˆ أشير عليهما بالدخول تحت راية الأمان عند عمرو بن حريث ففعلا Ùˆ شهد لهما ابن حريث باجتنابهما ابن عقيل، فأمر ابن زياد بحبسهما بعد أن شتم المختار Ùˆ استعرض وجهه بالقضيب فشتر عينه‏ «11» Ùˆ بقيا في السجن إلى أن قتل الحسين عليه السّلام‏ «12»
Ùˆ أمر ابن زياد محمد بن الأشعث‏ «13» Ùˆ شبث بن ربعي Ùˆ القعقاع بن شور الذهلي‏ «14» Ùˆ حجار بن أبجر «15» Ùˆ شمر بن ذي الجوشن Ùˆ عمرو بن حريث أن يرفعوا راية الأمان Ùˆ يخذّلوا الناس‏ «16» فأجاب جماعة ممن خيم عليهم الفرق Ùˆ آخرون جرهم الطمع الموهوم Ùˆ اختفى الذين طهرت ضمائرهم Ùˆ كانوا يترقبون فتح الأبواب للحملة على صولة الباطل.
مسلم في بيت طوعة
و انتهى بابن عقيل السير إلى دور بني جبلة من كندة و وقف على باب امرأة يقال لها طوعة أم ولد كانت للأشعث بن قيس اعتقها و تزوجها أسيد الحضرمي فولدت له بلالا كان مع الناس و أمه واقفة على الباب تنتظره فاستسقاها مسلم فسقته و استضافها فأضافته بعد أن عرفها أنه ليس له في المصر أهل و لا عشيرة و أنه من أهل بيت لهم الشفاعة يوم الحساب و هو مسلم بن عقيل فأدخلته بيتا غير الذي يأوي إليه ابنها و عرضت عليه الطعام فأبى و أنكر ابنها كثرة الدخول و الخروج لذلك البيت فاستخبرها فلم تخبره إلا بعد أن حلف لها كتمان الأمر.
Ùˆ عند الصباح اعلم ابن زياد بمكان مسلم فأرسل ابن الأشعث في سبعين من قيس ليقبض عليه، Ùˆ لما سمع مسلم وقع حوافر الخيل عرف أنه قد أتي‏ «17» فعجل دعاءه الذي كان مشغولا به بعد صلاة الصبح ثم لبس لامته Ùˆ قال لطوعة: قد أديت ما عليك من البر Ùˆ أخذت نصيبك من شفاعة رسول اللّه Ùˆ لقد رأيت البارحة عمي أمير المؤمنين في المنام Ùˆ هو يقول لي: أنت معي غدا «18».
و خرج إليهم مصلتا سيفه و قد اقتحموا عليه الدار فأخرجهم منها ثم عادوا إليه و أخرجهم و هو يقول:
هو الموت فاصنع ويك ما أنت صانع‏ فأنت بكأس الموت لا شك جارع‏
فصبرا لأمر اللّه جل جلاله‏ فحكم قضاء اللّه في الخلق ذايع‏

فقتل منهم واحدا Ùˆ أربعين رجلا «19» Ùˆ كان من قوته يأخذ الرجل بيده Ùˆ يرمي به فوق البيت‏ «20».
Ùˆ أنفذ ابن الأشعث إلى ابن زياد يستمده الرجال فبعث إليه اللائمة فأرسل إليه: اتظن أنك ارسلتني إلى بقال من بقالي الكوفة أو جرمقاني من جرامقة الحيرة «21» Ùˆ إنما أرسلتني إلى سيف من أسياف محمد بن عبد اللّه فمده بالعسكر «22».
Ùˆ اشتد القتال فاختلف مسلم Ùˆ بكير بن حمران الأحمري بضربتين ضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا Ùˆ أسرع السيف إلى السفلى Ùˆ نصلت لها ثنيتان Ùˆ ضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة Ùˆ أخرى على حبل العاتق حتى كادت أن تطلع إلى جوفه فمات‏ «23».
ثم اشرفوا عليه من فوق ظهر البيت يرمونه بالحجارة Ùˆ يلهبون النار في اطنان القصب‏ «24» Ùˆ يلقونها عليه، فشد عليهم يقاتلهم في السكة Ùˆ هو يرتجز بأبيات حمران بن مالك:
اقسمت لا اقتل إلا حرا و إن رأيت الموت شيئا نكرا


كل امرى‏Ø¡ يوما ملاق شرا Ùˆ يخلط البارد سخنا مرا
رد شعاع النفس فاستقرا أخاف أن أكذب أو اغرا «25»

و اثخنته الجراحات و أعياه نزف الدم فاستند إلى جنب تلك الدار فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام و الحجارة فقال ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمى الكفار و أنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار ألا ترعون حق رسول اللّه في عترته؟
فقال له ابن الأشعث: لا تقتل نفسك Ùˆ أنت في ذمتي قال مسلم: أأؤسر Ùˆ بي طاقة؟ لا Ùˆ اللّه لا يكون ذلك أبدا، Ùˆ حمل على ابن الأشعث فهرب منه ثم حملوا عليه من كل جانب Ùˆ قد اشتد به العطش، فطعنه رجل من خلفه فسقط إلى الأرض Ùˆ أسر «26».
Ùˆ قيل إنهم عملوا له حفيرة Ùˆ ستروها بالتراب ثم انكشفوا بين يديه حتى إذا وقع فيها أسروه‏ «27».
و لما انتزعوه سيفه دمعت عينه فتعجب عمرو بن عبيد اللّه السلمي من بكائه.
مسلم و ابن زياد
وجي‏Ø¡ به إلى ابن زياد فرأى على باب القصر قلة مبرّدة فقال: اسقوني من هذا الماء، فقال له مسلم بن عمرو الباهلي‏ «28»: لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم قال مسلم عليه السّلام: من أنت؟ قال: أنا من عرف الحق إذ انكرته Ùˆ نصح لإمامه إذ غششته، فقال له ابن عقيل: لأمك الثكل ما أقساك Ùˆ أفظك، أنت ابن باهلة أولى بالحميم ثم جلس Ùˆ تساند إلى حائط القصر «29».
فبعث عمارة بن عقبة بن أبي معيط غلاما له يدعى قيسا «30» فأتاه بالماء Ùˆ كلما أراد أن يشرب امتلأ القدح دما Ùˆ في الثالثة ذهب ليشرب فامتلأ القدح دما Ùˆ سقطت فيه ثناياه فتركه Ùˆ قال: لو كان من الرزق المقسوم لشربته.
Ùˆ خرج غلام ابن زياد فأدخله عليه فلم يسلّم فقال له الحرسي: ألا تسلّم على الأمير؟ قال له: اسكت إنه ليس لي بأمير «31» Ùˆ يقال إنه قال: السلام على من اتبع الهدى Ùˆ خشي عواقب الردى Ùˆ أطاع الملك الأعلى فضحك ابن زياد Ùˆ قال: سلّمت أو لم تسلم إنك مقتول‏ «32» فقال مسلم: إن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خيرا مني Ùˆ بعد فإنك لا تدع سوء القتلة Ùˆ لا قبح المثلة Ùˆ خبث السريرة Ùˆ لؤم الغلبة لأحد أولى بها منك.
قال ابن زياد ما أنت Ùˆ ذاك أو لم نكن نعمل فيهم بالعدل؟ فقال مسلم: إن اللّه ليعلم أنك غير صادق Ùˆ أنك لتقتل على الغضب Ùˆ العداوة Ùˆ سوء الظن فشتمه ابن زياد Ùˆ شتم عليا Ùˆ عقيلا Ùˆ الحسين‏ «33» فقال مسلم أنت Ùˆ أبوك أحق بالشتم فاقض ما أنت قاض يا عدو اللّه‏ «34».
فأمر ابن زياد رجلا شاميا «35» أن يصعد به إلى أعلى القصر Ùˆ يضرب عنقه Ùˆ يرمي رأسه Ùˆ جسده إلى الأرض فأصعده إلى أعلى القصر Ùˆ هو يسبح اللّه Ùˆ يهلله Ùˆ يكبره‏ «36» Ùˆ يقول اللهم احكم بيننا Ùˆ بين قوم غرونا Ùˆ خذلونا Ùˆ كذبونا Ùˆ توجه نحو المدينة Ùˆ سلم على الحسين‏ «37».
Ùˆ اشرف به الشامي على موضع الحذائين Ùˆ ضرب عنقه Ùˆ رمى برأسه Ùˆ جسده‏ إلى الأرض‏ «38» Ùˆ نزل مذعورا فقال له ابن زياد ما شأنك؟ قال: رأيت ساعة قتله رجلا أسود سيّى‏Ø¡ الوجه حذائي عاضا على إصبعه ففزعت منه فقال ابن زياد لعلك دهشت‏ «39».
ثم اخرج هاني إلى مكان من السوق يباع فيه الغنم Ùˆ هو مكتوف فجعل يصيح وا مذحجاه Ùˆ لا مذحج لي اليوم وا مذحجاه Ùˆ أين مني مذحج فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده Ùˆ نزعها من الكتاف Ùˆ قال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يدافع رجل عن نفسه Ùˆ وثبوا عليه Ùˆ أوثقوه كتافا Ùˆ قيل له مد عنقك فقال: ما أنا بها سخي Ùˆ ما أن بمعينكم على نفسي فضربه بالسيف مولى لعبيد اللّه بن زياد تركي يقال له رشيد فلم يصنع فيه شيئا فقال هاني: إلى اللّه المعاد اللهم إلى رحمتك Ùˆ رضوانك ثم ضربه أخرى فقتله. Ùˆ هذا العبد قتله عبد الرحمن بن الحصين المرادي رآه مع عبيد اللّه «Ø¨Ø§Ù„خازر» «40».
Ùˆ أمر ابن زياد بسحب مسلم Ùˆ هاني بالحبال من أرجلهما في الأسواق‏ «41» Ùˆ صلبهما بالكناسة منكوسين‏ «42» Ùˆ أنفذ الرأسين إلى يزيد فنصبهما في‏ درب من دمشق‏ «43».
و كتب إلى يزيد أما بعد: فالحمد للّه الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه و كفاه مؤنة عدوه، أخبر أمير المؤمنين أكرمه اللّه أن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هاني بن عروة المرادي و أني جعلت عليهما العيون و دسست إليهما الرجال و كدتهما حتى استخرجتهما و أمكن اللّه منهما فضربت أعناقهما و بعثت إليك برأسيهما مع هاني بن أبي حية الوادعي الهمداني و الزبير بن الأروح التميمي و هما من أهل السمع و الطاعة و النصيحة فليسألهما أمير المؤمنين عما أحب فإن عندهما علما و صدقا و فهما و ورعا و السلام.
Ùˆ كتب يزيد إلى ابن زياد أما بعد فإنك لم تعد أن كنت كما أحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش فقد أغنيت Ùˆ كفيت Ùˆ صدقت ظني بك Ùˆ رأيي فيك Ùˆ قد دعوت رسوليك فسألتهما Ùˆ ناجيتهما فوجدتهما في رأيهما Ùˆ فضلهما كما ذكرت فاستوص بهما خيرا Ùˆ إنه قد بلغني أن الحسين بن علي قد توجه نحو العراق، فضع المناظر Ùˆ المسالح Ùˆ احترس على الظن Ùˆ خذ على التهمة «44» Ùˆ هذا الحسين قد ابتلي به زمانك من بين الأزمان Ùˆ بلادك من بين البلدان Ùˆ ابتليت به من بين العمال Ùˆ عندها تعتق أو تعود عبدا كما تعبد العبيد «45» فإما أن تحاربه أو تحمله إليّ‏ «46».
سقتك دما يا ابن عم الحسين‏ مدامع شيعتك السافحة
Ùˆ لا برحت هاطلات العيون‏ تحييك غادية رائحة
لأنك لم ترو من شربة ثناياك فيها غدت طائحة
رموك من القصر إذ اوثقوك‏ فهل سلمت فيك من جارحة



Ùˆ سحبا تجر بأسواقهم‏ ألست أميرهم البارحة
أتقضي Ùˆ لم تبكك الباكيات‏ أما لك في المصر من نائحة
لئن تقض نحبا فكم في زرود عليك العشية من صائحة .

___________________
(1) تاريخ الطبري ج 6 ص 207.
(2) أنساب الأشراف ج 5 ص 338 و في الأغاني ج 17 ص 162 وصفهم بذلك إبراهيم بن الأشتر لمصعب لما أراد أن يمده بأهل العراق.
(3) تاريخ الطبري ج 6 ص 208.
(4) الأخبار الطوال ص 240.
(5) شرح مقامات الحريري للشريشي ج 1 ص 192 آخر المقامة العاشرة.
(6) اللهوف ص 29.
(7) تاريخ الطبري ج 6 ص 209 و 210.
(8) في طبقات ابن سعد ج 6 ص 169 طبعة صادر، كانت وفاة الحارث الأعور بالكوفة: أيام خلافة عبد اللّه بن الزبير و عامله عليها عبد اللّه بن يزيد الأنصاري الخطمي فصلى على جنازة الحارث بوصية منه.
(9) انساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 214 و في معجم البلدان ج 3 ص 449 هي ناحية في بابل العراق.
(10) تاريخ الطبري ج 6 ص 215.
(11) في المعارف لابن قتيبة ص 253 باب ذوي العاهات و المحبر لابن حبيب ص 303 ضرب عبيد اللّه بن زياد وجه المختار بالسوط فذهبت عينه.
(12) أنساب الأشراف ج 5 ص 215.
(13) في الطبقات لخليفة ج 1 ص 331 رقم 1043 محمد بن الأشعث بن قيس أمه أم فروة بنت أبي قحافة قتل سنة 67 مع مصعب أيام المختار الجرح و التعديل ج 3 قسم 2/ 206.
(14) في الطبقات لخليفة ج 1 ص 328 رقم 1032 القعقاع بن شور بن النعمان بن غنال بن حارثة بن عباد بن امرى‏Ø¡ القيس بن عمرو بن شيبان بن ذهل نزل الكوفة. الجرح Ùˆ التعديل ج 3/ قسم 2/ 137.
(15) في تاريخ الطبري ج 6 ص 84 كان ابجر نصرانيا مات سنة أربعين.
(16) كامل ابن الأثير ج 4 ص 12.
(17) المقاتل لأبي الفرج و تاريخ الطبري ج 6 ص 210 و مقتل الخوارزمي ج 6 ص 208 فصل 10.
(18) نفس المهموم ص 56.
(19) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 212.
(20) نفس المهموم ص 57.
(21) في الصحاح الجرامقة قوم من العجم صاروا إلى الموصل و زاد في القاموس أوائل الإسلام و الواحد جرمقاني، و في تاج العروس أنه كالاسم الخاص و في اللسان جرامقة الشام انباطها واحدهم جرمقاني بضم الميم و الجيم بينهما راء و في جمهرة ابن دريد ج 3 ص 324 و جرمق غير عربي و الجرامق جبل من الناس.
(22) المنتخب ص 299 الليلة العاشرة.
(23) مقتل الخوارزمي ج 1 ص 210 فصل 10.
(24) في الصحاح و القاموس الطن بالضم حزمة القصب و القصبة الواحدة من الحزمة طنة.
(25) هذه الأبيات ذكرها ابن طاووس في اللهوف ص 30 صيدا و ابن نما في مثير الأحزان بدون الشطر الخامس و سماه يوم (القرم) و ذكرها الخوارزمي في المقتل ج 1 ص 209 فصل 10 بزيادة شطرين و لم ينسبها و ذكر ابن شهر اشوب في المناقب ج 2 ص 212 إيران طبع أول ستة اشطر.
Ùˆ هذا اليوم لم يذكره المؤلفون في أيام العرب الجاهلية، نعم في معجم البلدان ج 7 ص 64 Ùˆ المعجم مما استعجم للبكري ج 3 ص 1062 Ùˆ تاج العروس ج 1 ص 410 (قرن) اسم جبل كانت فيه واقعة على بني عامر Ùˆ في نهاية الأرب للقلقشندي ص 321 بنو قرن بطن من مراد Ùˆ منهم أويس القرني Ùˆ كله لا يرشدنا إلى شي‏Ø¡ صحيح، نعم ذكر محمد بن حبيب النسابة في رسالة المغتالين ص 243 المدرجة في المجموعة السابعة من نوادر المخطوطات تحقيق عبد السلام هارون أن خثعما قتلت الصميل أخا ذي الجوشن الكلابي فغزاهم ذو الجوشن Ùˆ سانده عيينة بن حصن على أن يكون له المغنم Ùˆ لقوا خثعما بالفزر) Ùˆ هو جبل فقتلا Ùˆ اثخنا Ùˆ غنما قوتل بالجبل حمران بن مالك بن عبد الملك الخثعمي فأمره أن يستأسر فأنشأ يقول:
أقسمت لا اقتل إلا حرا إني رأيت الموت شيئا نكرا
اكره أن اخدع أو اغرا
ثم قتل ورثته أخته فقالت:
ويل حمران أخا مظنه‏ اوفى على الخير Ùˆ لم يمنه‏
Ùˆ الطاعن النجلاء مرثعنه‏ عاندها مثل Ùˆ كيف الشنه‏
(26) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 212 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 209 و 210.
(27) المنتخب للطريحي ص 299 المطبعة الحيدرية في النجف عند ذكر الليلة العاشرة.
(28) في كامل ابن الاثير ج 4 ص 126 حوادث سنة 71 ه مسلم بن عمرو الباهلي والد قتيبة- و في تاريخ الطبري ج 7 ص 185 الطبعة الأولى حوادث سنة 71 ه قتل مسلم بن عمرو الباهلي (بدير الجاثليق) و كان مع مصعب بن الزبير لما التقى مع جيش عبد الملك.
(29) الارشاد للشيخ المفيد.
(30) الطبري ج 6 ص 212، و عند المفيد أن عمرو بن حريث بعث غلامه سليما فأتاه بالماء.
(31) اللهوف ص 30 و تاريخ الطبري ج 6 ص 212.
(32) المنتخب ص 300.
فقال ابن زياد: لقد خرجت على إمامك Ùˆ شققت عصا المسلمين Ùˆ ألقحت الفتنة قال مسلم: كذبت إنما شق العصا معاوية Ùˆ ابنه يزيد Ùˆ الفتنة ألقحها أبوك Ùˆ أنا أرجو أن يرزقني اللّه الشهادة على يد شر بريته‏ «1».
ثم طلب مسلم أن يوصي إلى بعض قومه فأذن له Ùˆ نظر إلى الجلساء فرأى عمر بن سعد فقال له: إن بيني Ùˆ بينك قرابة ولي إليك حاجة Ùˆ يجب عليك نجح حاجتي Ùˆ هي سر، فأبي أن يمكنه من ذكرها، فقال ابن زياد: لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه بحيث يراهما ابن زياد فأوصاه مسلم أن يقضي من ثمن سيفه Ùˆ درعه دينا استدانه منذ دخل الكوفة يبلغ ستمائة درهم‏ «2» Ùˆ أن يستوهب جثته من ابن زياد Ùˆ يدفنها، Ùˆ أن يكتب إلى الحسين بخبره، فقام عمر بن سعد إلى ابن زياد Ùˆ أفشى كل ما أسرّه إليه فقال ابن زياد لا يخونك الأمين Ùˆ لكن قد يؤتمن الخائن‏ «3».
(33) ابن نما ص 17 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 211 فصل 10.
(34) في الأخبار الطوال ص 241 يبلغ ألف درهم.
(35) الارشاد و تاريخ الطبري ج 6 ص 212 و هذه الجملة التي هي كالمثل وردت في لسان أهل البيت عليهم السّلام، ففي الوسائل للحر العاملي ج 2 ص 643 باب 9 عدم جواز ائتمان الخائن، روى الكليني مسندا عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول كان أبو جعفر عليه السّلام يقول: لم يخنك الأمين و لكن ائتمنت الخائن.
ثم إنه لم تخف على شهيد القصر مسلم عليه السّلام نفسية عمر بن سعد و لم يجهل دنس أصله و لكنه أراد أن يعرف الكوفيين مبلغه من المروءة و الحفاظ كي لا يغتر به أحد، و هناك سر آخر و هو ارشاد الملأ الكوفي إلى أن أهل البيت عليهم السّلام و ولاتهم لم يقصدوا إلا الاصلاح و نشر الدعوة الإلهيّة و هذا الوالي من قبلهم لم يمد يده إلى بيت المال و كان له أن يتصرف فيه كيف شاء غير أنه قضى أيامه البالغة أربعا و ستين بالاستدانة و هكذا ينبغي أن تسير الولاة فلا يتخذون مال الفقراء مغنما ... و لقد ذكرني هذا (الخائن) بقصة خالد القسري على كتمان السر لأنه من شيم العرب و أخلاق الإسلام مع ما يحمله من المباينة لنبي الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلم و شتم سيد الأوصياء على المنابر و قوله فيه ما لا يسوغ لليراع أن يذكره و ذلك أن الوليد بن عبد الملك أراد الحج فعزم جماعة على اغتياله و طلبوا من خالد المشاركة معه فأبى، فقالوا له: اكنم علينا، فأتى خالد الوليد و قال له: دع الحج هذا العام فإني خائف عليك قال الوليد: من الذين تخافهم علي؟
سمّهم لي، فامتنع أن يسميهم و قال: إني نصحتك و لن أسميهم لك فقال إني أبعث بك-- إلى عدوك يوسف بن عمر قال: و إن فعلت فلن أسميهم فبعث به إلى يوسف فعذبه و لم يسميهم فسجنه ثم وضع على صدره المضرسة فقتل سنة 126 ه عن ستين سنة و دفن بناحية، و عقر عامر بن سهل الأشعري فرسه على قبره فضربه يوسف سبعمائة سوط و لم يرثه أحد من العرب على كثرة أياديه عندهم إلا أبا الشغب العبسي قال:
ألا إن خير الناس حيا Ùˆ هالكا أسير ثقيف عندهم في السلاسل‏
لعمري لقد عمرتم السجن خالدا Ùˆ أوطأتموه وطأة المتثاقل‏
فإن تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه‏ Ùˆ لا تسجنوا معروفه في القبائل‏

تهذيب ابن عساكر ج 5 ص 79.
(36) كامل ابن الأثير ج 4 ص 14 و الطبري ج 6 ص 213.
(37) اللهوف ص 31.
(38) مقتل الخوارزمي ج 1 ص 213.
(39) تاريخ الطبري ج 6 ص 213.
(40) أسرار الشهادة ص 259.
ثم التفت ابن زياد إلى مسلم و قال: إيها يا ابن عقيل، أتيت الناس و هم جمع ففرقتهم، قال: كلا لست أتيت لذلك! و لكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم و سفك دماءهم و عمل فيهم أعمال كسرى و قيصر فأتيناهم لنأمر بالعدل و ندعو إلى حكم الكتاب.
(41) مثير الأحزان ص 18.
(42) مقتل الخوارزمي ج 1 ص 312 و اللهوف.
(43) تاريخ الطبري ج 6 ص 214.
(44) المنتخب ص 301 و في تاريخ الخميس ج 2 ص 266 عند ذكر أولاد أبي بكر أمر معاوية بن خديج بسحب محمد بن أبي بكر في الطريق و يمروا على دار عمرو بن العاص لعلمه بكراهيته لقتله ثم أمر بأحراقه فأحرقت جثته بعد أن وضع في جوف حمار. و في كامل ابن الأثير ج 11 ص 153 حوادث سنة 555 عليه مروج الذهب لما قتل ظهير الدين ابن العطار أمر فوضعوا حبلا في مذاكيره و سحبوه في الشوارع و وضعوا في يده مغرفة فيها عذرة و في يده الأخرى وضعوا قلما و هم يصيحون وقع لنا يا مولانا.
و في مضمار الحقائق لصاحب حماة محمد بن تقي الدين الأيوبي ص 12 أن بعضهم قطع أذنه و ذلك في 15 ذي القعدة سنة 575 ه.
(45) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 21 Ùˆ مقتل الخوارزمي ج 1 ص 215 Ùˆ هذه الفعلة لا يأتي بها إلا من خرج عن ربقة الإسلام Ùˆ لم يحمل أقل شي‏Ø¡ من العطف Ùˆ الرقة Ùˆ بمثلها صنع الحجاج بعبد اللّه بن الزبير كما في أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 268 Ùˆ ابن حبيب في المحبر ص 481 Ùˆ في مختصر تاريخ الدول لابن العبري ص 116 أن الملك نارون صلب فطرسا Ùˆ بولسا منكوسين بعد أن قتلهما Ùˆ في حياة الحيوان مادة الكلب أن إبراهيم-- الفزاري ضبطت عليه أمور منكرة من الاستهزاء باللّه Ùˆ الأنبياء فأفتى فقهاء القيروان بقتله Ùˆ صلب منكسا ثم أنزل Ùˆ أحرق بالنار. Ùˆ في المحبر لمحمد بن حبيب ص 481 حيدر آباد صلب الحجاج بن يوسف عبد اللّه بن الزبير بمكة منكسا.
(46) تاريخ أبي الفدا ج 1 ص 190 و البداية لابن كثير ج 8 ص 157.