ÙÙŠ الطريق إلى كربلاء كان اللقاء وكأنهما على موعد، Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السلام متوجه إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© استجابة لطلب أهلها لكي يقاتلوا معه الظلم الأموي المتسلط على رقاب المسلمين، وزهير بن القين ومعه جماعة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙÙŠ تلك البيداء، جمعتهما هناك Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى الماء الموجود لكي يكمل كلّ منهما طريقه Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘د قبل اللقاء.
ذلك اللقاء الذي تمَّ من غير ØªØØ¶ÙŠØ± مسبق، غيَّر من اتجاه السير عند زهير بن القين، بل أبدل نمط ØÙŠØ§ØªÙ‡ العادي بنمط اخر بعيد ما كان يخطر على باله أو تهÙÙˆ إليه Ù†ÙØ³Ù‡ قبل ذلك.
لم يكن زهير ÙÙŠ مجريات ØÙŠØ§ØªÙ‡ العادية قريباً من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) وأهل البيت عموماً كما تذكر المصادر التاريخية وكان أقرب إلى عثمان ÙÙŠ المودة، ولهذا كان يكره أن يجتمع مع الإمام ( عليه السلام ) ÙÙŠ مكان ÙˆØ§ØØ¯ØŒ ØØªÙ‰ ÙÙŠ ذلك المكان الذي التقيا Ùيه لم يشأ زهير إجابة الدعوة التي وجهها إليه الإمام ( عليه السلام ) عبر رسول خاص إليه، ولولا تشجيع زوجته لما أجاب الدعوة ولبَّى.
Ùما الذي ØØµÙ„ عندما اجتمع مع الإمام ( عليه السلام ) ØØªÙ‰ صار مريداً ÙˆÙ…ØØ¨Ø§Ù‹ وولياً وناصراً، بشكل أثار الاستغراب ممن كانوا ÙÙŠ ØµØØ¨ØªÙ‡ØŒ إذ كي٠يتØÙˆÙ„ انسان بمثل هذه السرعة ويبدّل موقÙه، لكنه سرعان ما أجاب عن تساؤلاتهم واستغرابهم بقوله: غزونا بلنجر ÙÙØªØÙ†Ø§ وأصبنا الغنائم ÙˆÙØ±ØÙ†Ø§ بذلك، ولما رأى سلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠ Ù…Ø§ Ù†ØÙ† Ùيه من السرور قال: " إذا أدركتم سيد شباب ال Ù…ØÙ…د ( صلى الله عليه وآله وسلم ) Ùكونوا أشد ÙØ±ØØ§Ù‹ بقتالكم معه بما أصبتم من الغنائم "ØŒ ثم استودع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وزوجته Ùقالت له :
" خار الله لك وأسألك أن تذكرني يوم القيامة عند جد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ".
ولا شك بأن سلمان رضي الله عنه لا ينطق من تلقاء Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ بل هذا مما تلقاه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي لا ينطق عن الهوى ØŒ وزهير يعر٠ذلك جيداً للمكانة القريبة التي كانت لسلمان عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو المقول Ùيه " سلمان منَّا أهل البيت ".
وبذلك أدرك زهير رضوان الله تعالى عليه أن الØÙ‚ مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) Ùلا يعدوه، ولا يمكن للإمام ( عليه السلام ) إلاَّ أن يكون مع الØÙ‚ كما كان أبوه ( عليه السلام ) كذلك، كي٠لا؟ وهو ربيب النبوة وسبط النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
ولم يكن عند زهير شك عندئذ٠بأن الذين هم ÙÙŠ الموقع المقابل للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) هم أهل الضلال والباطل ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ØŒ وهو الذي يعلم من هو يزيد وابن من ويعلم ما هي Ø§Ù„ØµÙØ§Øª Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØØ© واللئيمة المجتمعة ÙÙŠ ذلك الشخص الذي ÙŠØÙ…Ù„ ØÙ‚د ابائه وأجداده الذين أنزلهم الاسلام وأسقطهم عن زعامتهم التي كانوا عليها ÙÙŠ الجاهلية.
ÙØ§Ù„قضية كما أدركها زهير عندئذ٠أن المسألة المتنازع عليها لم تعد مسألة من ÙŠØÙƒÙ… أو لا ÙŠØÙƒÙ… بل المسألة Ø£ØµØ¨ØØª متعلقة ببقاء Ù†ÙØ³ الإسلام كدين والمسلمين كأمة موØÙ‘َدة ØŒ ولم تعد الأمور قابلة لأن يق٠الانسان عند الآراء الشخصية والمواق٠المتشنجة التي يتمكن الانسان من خلال التÙكير الهادىء والعقلانية Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© أن يرى Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚ بين المسألة المبدئية والمسألة الشخصية ويقدّم ما هو الأهم والأخطر ÙÙŠ نظره ØŒ ولهذا سرعان ما Ùكَّر واتَّخذ القرار ليكون الى جانب الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) رÙيقاً له ÙÙŠ الدرب والشهادة.
إن ذلك الموق٠المشرّ٠من زهير لجدير بالكثير من المسلمين قراءته Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙˆØ§Ù„ØªØ£Ù…Ù„ Ùيه برويَّة وتبصّر، لأنه موق٠الانسان الذي لا يترك القضايا الصغيرة تأكل ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ ÙˆØØ±ÙƒØªÙ‡ المواق٠الكبيرة ولا ÙŠÙمكّن اراءه الخاصة ÙÙŠ بعض المسائل والقضايا من أن تسيطر على قلبه وعقله لتمنعه من الوقو٠إلى جانب الØÙ‚ وأهله وهو يعلم تمام العلم من هو الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ومن يمثل عند الله ÙˆÙÙŠ الاسلام، Ùكي٠يترك تلك Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ÙÙŠ أن يكون إلى جانبه Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن الدين وعن الأمة التي يتØÙƒÙ‘ÙŽÙ… بالعباد والبلاد Ùيها الدعي ابن الدعي يزيد بن معاوية كما قال عنه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) .
ولم يكن هذا الموق٠هو الوØÙŠØ¯ من زهير ØŒ بل عمل يوم المعركة على إرشاد وهداية أولئك الضالين الخارجين لقتال الإمام ( عليه السلام ) لعلَّ كلامه وموعظته تؤثر Ùيهم وتردعهم غن غيّهم وضلالتهم وتعيدهم إلى جادة الØÙ‚ والصواب ØŒ Ùوق٠أمام ذلك الجيش Ø±Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ صوته " ... إن الله ابتلانا وإياكم بذريّة نبيه Ù…ØÙ…د ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لينظر ما Ù†ØÙ† وأنتم عاملون إنَّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد ÙØ¥Ù†ÙƒÙ… لا تدركون منهما إلاَّ سوء عمر سلطانهما... " Ùما كان من أولئك الذين أعمى Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ قلوبهم إلاَّ أن سبّÙوه وشتموه وامتدØÙˆØ§ عبيد الله ابن زياد، إلاَّ أنه أجابهم " عباد الله إن ولد ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ø£ØÙ‚Ù‘ بالود والنصر من ابن سمية ØŒ ÙØ¥Ù† لم تنصروهم ÙØ£Ø¹ÙŠØ°ÙƒÙ… بالله أن تقتلوهم ÙØ®Ù„Ù‘Ùوا بين هذا الرجل وبين يزيد، Ùلعمري انه ليرضى من طاعتكم بدون قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) " ÙØ±Ù…اه الشمر ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ بسهم وهدَّده بالقتل مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ عليه زهير ردّ الموقن بربّه الثابت على ما نوى عليه من نصرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ØŒ وقال له : " Ø£ÙØ¨Ø§Ù„موت تخوّÙني؟ ÙÙˆ الله للموت معه Ø£ØØ¨ إليَّ من الخلد معكم "ØŒ ثم أقبل عليهم قائلاً برÙيع صوته:
" عباد الله لا يغرنّكم عن دينكم هذا الجل٠الجاÙÙŠ وأشباهه، ÙÙˆ الله لا تنال Ø´ÙØ§Ø¹Ø© Ù…ØÙ…د ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوماً هرقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذبّ عن ØØ±ÙŠÙ…هم ".
وهكذا نجد أن ذلك الانسان الرقيق Ø§Ù„Ø§ØØ³Ø§Ø³ قد أجاب الإمام (عليه السلام) بمجرد أن دعاه للقتال معه وكانت كلمات سليمان هادية له إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚ والصواب، ولهذا نجد أنه بالغ ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© لأولئك القوم، إلاَّ أن الإمام ( عليه السلام ) عندما رأى من أجوبتهم له وهو يدعوهم إلى الهدى أنها لن تردهم عن الردى أرسل بطلبه للعودة إلى المعسكر وقال (عليه السلام) مع من بعثه لإعادته : " أقبل ØŒ Ùلعمري لئن كان مؤمن ال ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† Ù†ØµØ Ù‚ÙˆÙ…Ù‡ وأبلغ ÙÙŠ الدعاء، Ùلقد Ù†ØµØØª هؤلاء وأبلغت لو Ù†ÙØ¹ Ø§Ù„Ù†ØµØ ÙˆØ§Ù„Ø§Ø¨Ù„Ø§Øº ".
وبذلك ذاب زهير بن القين ÙÙŠ ØØ¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) بعد أن أزال من أمام ناظريه الغشاوة التي كانت تق٠بينه وبين كونه مع الØÙ‚ وأهله مع أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ونرى هذا ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ عندما استأذن الإمام ( عليه السلام ) لقتال القوم بقوله :
أقدم هديت هادياً مهدياً ÙØ§Ù„يوم ألقا جدك النبيا
ÙˆØØ³Ù†Ø§Ù‹ والمرتضى علياً وذا الجناØÙŠÙ† Ø§Ù„ÙØªÙ‰ الكميا
وأسد الله الشهيد الØÙŠØ§
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الإمام ( عليه السلام ) ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ جواب من يريد تثبيت توجهه وقراره، Ùقال له: " وأنا ألقاهما على أثرك " Ùقاتل ØØªÙ‰ سقط شهيداً مضرجاً بدمه، Ùوق٠الإمام ( عليه السلام ) عند جسده وقال : " لا يبعدنَّك الله يا زهير ولعن الله قاتليك لعن الذين مسخوا قردةً وخنازير ".
وهكذا يعلمنا زهير بشهادته أن الإنسان قادر ÙÙŠ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª التي ØªØØªØ§Ø¬ إلى اتخاذ القرار الجريء لأن يكون مع الØÙ‚ بأن لا يجعل للشبهات طريقاً إلى قلبه وعقله لتمنعه من أن يكون مع الØÙ‚ وأهله، ÙØ±ØÙ… الله زهيراً وجزاه خير جزاء Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ÙŠÙ†.