كان الحكم الأموي يستفيد من عقيدة الجبر ويستغلها وينسب أعماله وجرائمه إلى اللّه وإرادته، ومن خلالها يخدّر الرأي العام، ولأنّ الإمام السجاد وزينب كانا على معرفة بهذا المخطط الإعلامي للأعداء مضيا قدماً في محاربته والمصداق البارز لهذه الحرب هو الحوار الذي دار بين الإمام السجاد وابن زياد في الكوفة، فبعد أن أدخل الأسرى من أهل البيت في قصره بمرأى الجميع وبعد ان دار حوار ساخن بين زينب وبينه التفت إلى علي بن الحسين (عليه السَّلام)و قال: من هذا؟ فقيل: علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل اللّه علي بن الحسين؟ فقال له الإمام: «قد كان لي أخ يسمّى علي بن الحسين قتله الناس» فقال: بل قتله اللّه، فقال (عليه السَّلام): {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } [الزمر: 42]
فقال ابن زياد: وبك جرأة على جوابي فاذهبوا به فاضربوا عنقه، فسمعت به عمته زينب حافظة وديعة الإمامة فقالت: يا ابن زياد انّك لم تبق منّا أحداً، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني.
فقال السجاد (عليه السَّلام)لعمته : «اسكتي يا عمتي حتى أُكلمه» ثم أقبل إليه فقال: «أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت انّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة».