لقد شرَّع الإسلام بعض القوانين التي تجعل من الØÙŠØ§Ø© الانسانية مليئة بالمعاني والقيم ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ«ÙÙ„ العليا التي ØªØ±ØªÙØ¹ وتسمو Ùوق كل الاعتبارات الضيّقة الأÙÙ‚ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© الإطار التي جعلها الناس انطلاقاً من الواقع الاجتماعي الذي يسود المجتمعات البشرية عادة، ØÙŠØ« الغني والÙقير، والقوي ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØŒ والمتعلم والأمي وما إلى هنالك من Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠØ© أخرى.
من هنا، كان الإسلام دعوة مستمرة Ù„Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§Ø على الØÙŠØ§Ø©ØŒ Ùلا كبت ولا ØªØØ¬ÙŠØ± ولا تضييق على الانسان ÙÙŠ أي مجال من المجالات ÙÙŠ العمل ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© ØŒ بل الأبواب مشرعة للجميع طالما أنهم يريدون الانطلاق ÙÙŠ خط الØÙŠØ§Ø© من هذا الÙهم الشامل والواسع.
ÙØ§Ù„موانع الدنيوية ÙÙŠ الاسلام مرÙوعة، والØÙˆØ§Ùز الأخروية Ù…ØªÙˆÙØ±Ø© ØŒ كلا هذين الأمرين يشكّلان المنطلق بغضّ النظر عن اللغة واللون والأرض وكل الخصوصيات الأخرى ØŒ ولهذا نجد أن القران الكريم يبيّن ذلك ÙÙŠ الاية التي تقول : {يَا أَيّÙهَا النَّاس٠إÙنَّا خَلَقْنَاكÙمْ Ù…Ùنْ ذَكَر٠وَأÙنْثَى وَجَعَلْنَاكÙمْ Ø´ÙØ¹Ùوبًا وَقَبَائÙÙ„ÙŽ Ù„ÙØªÙŽØ¹ÙŽØ§Ø±ÙŽÙÙوا Ø¥Ùنَّ أَكْرَمَكÙمْ عÙنْدَ اللَّه٠أَتْقَاكÙمْ } [Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª : 13]
وهكذا يعطي الاسلام Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© لكل إنسان لكي يثبت جدارة الإنتماء إلى هذا النوع ÙيتØÙˆÙ„ البعض من نكرة ÙÙŠ المجتمع ليرتقي إلى مستوى المثال والقدوة والنموذج بالعطاء والبذل ØŒ والتضØÙŠØ© وينال بذلك المنزلة الرÙيعة عند الله عزَّ وجلَّ.
ÙˆÙÙŠ كربلاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) صار كل شهيد من شهدائها معلماً كبيراً ورمزاً من الرموز، لأن كل ÙˆØ§ØØ¯ منهم كان جزءاً لا يتجزأ من تلك الثورة الرسالية التي صارت رمزاً أكبر لكل الثورات والمجاهدين إلى اليوم ÙˆØØªÙ‰ قيام الساعة.
ومن أولئك الشهداء الذين Ø§Ø±ØªÙØ¹ÙˆØ§ بالإسلام إلى المقامات العالية واستØÙ‚وا درجة الشهادة عن أهلية وجدارة، لأنهم انتصروا على كل عوامل النقص وارتبطوا بالله العظيم، ÙØ¹Ø±Ùوا من خلال ذلك Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ولو كان الاخرون لم يستطيعوا أن ÙŠÙهموا منطقهم الذي هو منطق الإسلام الإلهي، من أولئك الشهداء " العبد جون " الذي كان ÙÙŠ خدمة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يأكل من طعامه ويشرب من شرابه، ذلك الانسان الذي راÙÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙØ§ÙƒØªØ³Ø¨ منه، وعاش من خلال ذلك ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© من Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ مع أهل البيت عليهم السلام والصدق مما لم يتØÙ‚Ù‚ ÙÙŠ الكثيرين ممن كانوا يزعمون الانتماء إلى ذلك الخط والنهج.
إنه نموذج للإنسان الذي قابل المعاملة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© من الإمام (عليه السلام) Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù†ØŒ ÙØ¹Ø¨Ù‘ر بذلك عن Ù†ÙØ³ كبيرة لا تعر٠اللؤم أو الجØÙˆØ¯ØŒ Ùلم يتمرّد ولم يتردّد ÙÙŠ نصرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عندما رأى أن الظر٠هو أنسب ما يمكن أن يتØÙ‚Ù‚ لكي يعبّر عما كان يجيش ÙÙŠ صدره من عوامل Ø§Ù„ØØ¨ والمودة، بعكس الكثير من الساقطين الذين استسلموا للخو٠الذي سيطر على Ù†Ùوسهم قبل أن تصل الأمور إلى مستوى سÙÙƒ الدماء وسقوط الشهداء، ÙØ¹Ø¨Ù‘َروا بذلك عن شخصياتهم المهزوزة ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØ©ØŒ بينما ذلك الإنسان الذي لم يكن Ø£ØØ¯ ÙŠØØ³Ø¨ له ØØ³Ø§Ø¨Ø§Ù‹ لكونه عبداً مملوكاً بنظرهم ÙŠÙƒØ´Ù Ø¨ÙˆÙ‚ÙØªÙ‡ المميزة ÙÙŠ كربلاء عن Ù†ÙØ³ قوية واثقة تعيش الطمأنينة والثبات وما ذلك إلاَّ Ø¨ÙØ¶Ù„ الإسلام وبركات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) التي كان يعاينها ذلك الخادم المخلص والأمين.
لقد رأى " جون " الدماء وهي تسيل ØÙ…راء قانية من أجساد Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأهل بيته عليهم السلام Ùكان كلّ٠شهيد يسقط يزيده إصراراً كما ÙŠØªØ¶Ø Ù…Ù† كلماته التي قالها للإمام عليه السلام، Ùلقد شكَّلت تلك الدماء Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ ÙˆØØ§Ùزاً قوياً للبذل والعطاء، ÙØ§Ù„إسلام ليس ØÙƒØ±Ø§Ù‹ على الأغنياء دون الÙقراء، ولا لذوي Ø§Ù„ØØ³Ø¨ الرÙيع دون غيرهم من سائر الناس، وليس للأقوياء دون Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ØŒ بل هو لجميع هؤلاء ولغيرهم، Ùليس الأبيض بمقدم على الأسود، بل لكل موقعه ومنزلته طالما أن الإسلام هو الذي يشمل كل تلك العناوين ليذيبها ÙÙŠ ÙˆØØ¯Ø© تنصهر Ùيها ليكون الإسلام هو العنوان Ø§Ù„Ø£ÙˆØØ¯ الذي يتقدَّم عندهم على كل العناوين الأخرى التي قد تنطبق عليهم ØØ³Ø¨ التقويم الاجتماعي Ù„Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯.
وهكذا وق٠" جون " ذلك الموق٠المشرّ٠ÙÙŠ كربلاء Ù„ÙŠØµØ¨Ø ÙÙŠ مصا٠الشهداء العظام مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الشهيد (عليه السلام) وليكون رÙيقه ÙÙŠ عالم الاخرة ÙÙŠ جنان الخلد، وقيمة موقÙÙ‡ وعظمته نابعة من أنه كان بمقدوره أن ينقذ Ù†ÙØ³Ù‡ من القتل ÙˆØØ¬Ù‘ته ودليله معه، Ùهو عبد لمولاه، وما للعبيد وللقتال Ùهم مخلوقون للخدمة والقيام بالأعمال التي لا يقوم بها السادة ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±ØŒ وبالتالي لن يقيم له الجيش الأموي وزناً، إلاَّ أنه مع كل تلك المبررات أقدم طائعاً مختاراً وهو يرى أشرا٠القوم من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأهل بيته يسقطون شهداء على أرض Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ اللاهبة، Ùلماذا ÙŠÙوت على Ù†ÙØ³Ù‡ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© النادرة التي لن تتكرر Ø¨Ù†ÙØ³ الظرو٠ومع Ù†ÙØ³ الأشخاص من ذلك الوزن النادر ليكون رÙيق دربهم ÙÙŠ الاخرة.
وبتلك الروØÙŠØ© تقدم من الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يستأذنه النزول إلى الميدان لقتال ذلك الجيش، إلاَّ أن الإمام (عليه السلام) يردّه ردّاً Ù„Ø·ÙŠÙØ§Ù‹ مليئاً Ø¨Ø§Ù„ØØ¨ والØÙ†Ø§Ù† والتقدير قائلاً له: " يا جون إنما تبعتنا للعاÙية، ÙØ£Ù†Øª ÙÙŠ إذن مني " Ùوقع جون على قدميه يقبّلهما ويقول :
" أنا ÙÙŠ الرخاء Ø£Ù„ØØ³ قصاعكم ÙˆÙÙŠ الشدة أخذلكم، إن ريØÙŠ Ù„Ù†ØªÙ† ÙˆØØ³Ø¨ÙŠ Ù„Ù„Ø¦ÙŠÙ… ولوني لأسود، ÙØªÙ†Ùّس عليّ بالجنة ليطيب ريØÙŠ ÙˆÙŠØ´Ø±Ù ØØ³Ø¨ÙŠ ÙˆÙŠØ¨ÙŠØ¶ لوني، لا والله لا Ø£ÙØ§Ø±Ù‚كم ØØªÙ‰ يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم "ØŒ عند ذلك Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡ الإمام (عليه السلام) بالقتال، Ùما هي إلاَّ برهة وسقط شهيداً مضرجاً بدمه ÙØ¯Ø§Ø¡Ù‹ لدين الله وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضرب بذلك مثلاً Ù„Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ والصدق وتÙوَّق على كل أولئك الذين تخلَّÙوا عن نصرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وهم يزعمون أنهم من أشرا٠المسلمين وعلية القوم، بل ويزايدون على الاخرين بسبب بعض الاعتبارات الواهية التي أسقطتها دماء " جون " ÙÙŠ كربلاء.
ولهذا نجد أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وبعد استشهاد ذلك العبد الوÙÙŠ الصادق يق٠عند جسده الشري٠ويقول " اللهم بيّض وجهه وطيّب ريØÙ‡ ÙˆØ§ØØ´Ø±Ù‡ مع Ù…ØÙ…د صلى الله عليه وآله وسلم وعرّ٠بينه وبين ال Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه وآله وسلم)" . ÙØ£ÙŠ Ø§Ù…ØªÙŠØ§Ø² كبير ØØµÙ„ عليه " جون " الذي لا شك أن الكثير انذاك ØŒ بل ÙÙŠ عصرنا أيضاً يتمنّÙون لو أن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يدعو لهم بمثل ذلك الدعاء الرائع ليكون تاج النور الذي يعبرون به أمام الخلائق أجمعين يوم القيامة، وهكذا Ø§Ø±ØªÙØ¹Øª Ø±ÙˆØ Ø°Ù„Ùƒ العبد الأمين إلى الله من ذلك الموقع العابق بعطر الشهادة، ÙˆÙØ§Ø² بنعيم الاخرة الذي لا نعيم بعده إلى جوار العظماء من عباد الله الذين بنوا ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø¯ الإلهي ÙÙŠ أرضه عبر العصور.
من كل ذلك علينا أن نعلم أن الكبير عند الله هو من كان يسير ÙÙŠ الدنيا بهدي الله ونور الإيمان ولو كان صغيراً بمنظار الدنيا Ø§Ù„ÙØ§Ù†ÙŠØ© ØŒ وأن الصغير عند الله هو من كان يخبط ÙÙŠ الدنيا خبط عشواء على غير هدى وبصيرة ولو كان كبيراً بنظر أهل الدنيا، بل لو كان يملك الدنيا بأسرها لأن كل ذلك لن ينقذه من قبضة الجبار وغضبه الذي أعدّه للعاصين الظالمين Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±Ùين.