انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

حمل عمرو بن الحجاج من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة و فيها قاتل مسلم بن عوسجة فشد عليه مسلم بن عبد اللّه الضبابي و عبد اللّه بن خشكارة البجلي و ثارت لشدة الجلاد غبرة شديدة و ما انجلت الغبرة إلا و مسلم صريع و به رمق، فمشى إليه الحسين و معه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين: رحمك اللّه يا مسلم، منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. و دنا منه حبيب و قال: عز عليّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة فقال بصوت ضعيف: بشرك اللّه بخير قال حبيب: لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بما أهمك فقال مسلم:
أوصيك بهذا و أشار إلى الحسين أن تموت دونه قال: أفعل و رب الكعبة و فاضت روحه بينهما و صاحت جارية له وا مسلماه يا سيداه يا ابن عوسجتاه فتنادى أصحاب ابن الحجاج قتلنا مسلما.
فقال شبث بن ربعي لمن حوله: ثكلتكم أمهاتكم أيقتل مثل مسلم و تفرحون! لرب موقف له كريم في المسلمين رأيته يوم «آذربيجان» و قد قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين‏ «1».
____________________
(1) تاريخ الطبري ج 6 ص 249.