خرج سويد بن عمرو للقتال- و كان رجلا شريف النسب زاهدا كثير الصلاة- فقاتل كالليث الهائج و صبر على الخطب الهائل و تلقى ضربات السيوف و الرماح بجسده حتى أثخن بالجراح و انهد ركناه فوقع مغشيا عليه بين القتلى فلما أفاق سمع قائل يقول: ألا قد قتل الحسين، فلم يتحمل و لم يملك نفسه فأخرج سكينا من خفّه و بدء يقاتل القوم حتى قتل بيد عروة بن بكار التغلبي و زيد بن ورقاء و كان سويد آخر شهيد من أصحاب الحسين (عليه السلام) رحمة اللّه و رضوانه عليهم اجمعين و اشركنا معهم آله الحق آمين.
قال ارباب المقاتل: و كان يأتي الحسين (عليه السلام) الرجل بعد الرجل فيقول: السلام عليك يا ابن رسول اللّه، فيجيبه الحسين و يقول: و عليك السلام و نحن خلفك، ثم يقرأ: { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].