روي انّ عمرو بن خالد الصيداوي، و جابر بن الحارث السلماني و سعد مولى عمرو بن خالد، و مجمع بن عبد اللّه العائذي، من الذين قاتلوا في اول القتال، فشدوا مقدمين بأسيافهم على الناس، فلما أوغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم و قطعوهم من أصحابهم غير بعيد.
فحمل عليهم العباس بن عليّ (عليه السلام) فاستنقذهم فجاؤوا و قد جرحوا فلما دنا منهم عدوهم، شدوا بأسيافهم فقاتلوا في أول الامر حتى قتلوا في مكان واحد ، رحمة اللّه عليهم.
و روي عن مهران الكابلي انّه قال: شهدت كربلاء مع الحسين (عليه السلام) فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على القوم الّا كشفهم ثم يرجع الى الحسين (عليه السلام) و يرتجز و يقول:
أبشر هديت الرشد يا ابن احمدا في جنة الفردوس تعلوا صعدا
فقلت: من هذا؟ فقالوا: أبو عمرة الحنظلي، فاعترضه عامر بن نهشل فقتله و احتز رأسه .
يقول المؤلف: قيل انّ ابا عمرة اسمه زياد بن غريب، و كان أبوه من الصحابة، و أدرك هو أيضا النبي (صلى الله عليه واله)و كان رجلا شجاعا متعبدا متهجدا معروفا بكثرة العبادة و الصلاة رضى اللّه عنه.