انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

اما زوجاته: احداهنّ شهربانو أو شاه زنان أم الامام زين العابدين (عليه السلام) و الثانية الرباب بنت امرئ القيس أم سكينة و كان يحبها الحسين (عليه السلام) كثيرا، و في ينابيع المودة انّ امرأ القيس كان له ثلاث بنات فتزوّج بالاولى أمير المؤمنين (عليه السلام) و تزوج بالثانية الحسن (عليه السلام) و تزوج بالثالثة الحسين (عليه السلام) و هذه هي التي انشد فيها الحسين (عليه السلام) تلك الاشعار المعروفة ، و قد خطبها بعد استشهاد الحسين (عليه السلام) أشراف قريش، فقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و لا زوجا بعد الحسين (عليه السلام).
و لما رأت رأس الحسين (عليه السلام) في مجلس ابن زياد (لعنه اللّه) صاحت و أخذت الرأس و وضعته في حجرها و قبّلته و قالت:
وا حسينا فلا نسيت حسينا أقصدته أسنة الأعداء
غادروه بكربلاء صريعا لا سقى اللّه جانبى كربلاء
و روي في التواريخ انها لم تعش بعد الحسين (عليه السلام) أكثر من سنة و ما برحت عن البكاء و النحيب و لم تستظلّ تحت ظلّ و حينما رأت جسم الحسين (عليه السلام) مطروحا على الارض و لا يمنعه شي‏ء من أشعة الشمس، عاهدت نفسها أن لا تستظلّ بعده و قال ابن الاثير في الكامل:
و قيل انّها أقامت على قبره سنة و عادت الى المدينة، فماتت أسفا عليه‏ .
يقول المؤلف: لقد علمت في ذكر أحوال الحسن المثنى انّ زوجته فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) أقامت على قبر زوجها سنة مشغولة بالزهد و العبادة ثم انتقلت الى بيتها.
و من زوجاته أيضا ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفية، و امها ميمونة بنت ابي سفيان و هي أم علي الاكبر، فهو هاشمي من طرف الاب و يقرب الى ثقيف و أميّة من طرف الام و لذا قال فيه معاوية: انّ اولى الناس بهذا الامر (الخلافة) عليّ بن الحسين بن عليّ، جدّه رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و فيه شجاعة بني هاشم و سخاء بني أميّة و زهو ثقيف.
و لم يذكر في كتب التاريخ حضور ليلى في كربلاء أو الكوفة أو الشام، و لو كانت هناك فمن الواضح انّ شيعة ابي سفيان يراعون حقها لنسبتها الى امامهم فحينئذ لا يصح ما يقال على المنابر في حقها و حالها يوم كربلاء.
و للحسين (عليه السلام) زوجة أخرى لم يعلم اسمها و قد شهدت وقعة الطف و كانت حاملا آنذاك، فأسقطت حملها في طريقها الى الشام مع سبايا آل محمد (صلى الله عليه واله)قرب جبل.