انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

يا أهل الكوفة اتدرون أي كبد لرسول اللّه فريتم؟ و أي دم له سفكتم؟
و أي كريمة له ابرزتم؟ و أي حرمة له انتهكتم!
أفعجبتم أن مطرت السماء دما! و لعذاب الآخرة أخزى و هم لا ينصرون!»
العقيلة أم كلثوم (زينب)
الليلة الحادية عشرة
يا لها من ليلة مرت على بنات رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد اللّه كيانهن، فلقد كن بالأمس في سرادق العظمة و أخبية الجلالة تشع نهارها بشمس النبوة و يضي‏ء ليلها بكواكب الخلافة و مصابيح أنوار القداسة، و بقين في هذه الليلة في حلك دامس من فقد تلك الأنوار الساطعة بين رحل منتهب و خباء محترق و فرق سائد و حماة صرعى و لا محام لهن و لا كفيل لا يدرين من يدفع عنهن إذا دهمهن داهم و من الذي يرد عادية المرجفين و من يسكن فورة الفاقدات و يخفف من وجدهن. نعم كان بينهن صراخ الصبية و أنين الفتيات و نشيج الوالهات، فأم طفل فطمته السهام ، و شقيق مستشهد و فاقدة ولد ، و باكية على حميم ، و إلى جنبهن اشلاء مبضعة و أعضاء مقطعة و نحور دامية و هن في فلاة من الأرض جرداء ... و على مطلع الأكمة جحفل الغدر تهزهم نشوة الفتح و طيش الظفر و لؤم الغلبة! و على هذا كله لا يدرين بماذا يندلع لسان الصباح و بماذا ترتفع عقيرة المنادي! أ بالقتل أم بالأسر؟! و لا من يدفع عنهن غير الإمام (العليل) الذي لا يملك لنفسه نفعا و لا يدفع ضرا و هو على خطر من القتل!
و مرضعة هبت بها لرضيعها عواطف أم أثكلت طفلها صبرا
رأت مهده بالحزن يطفح بعده‏ و قد كان فيه قبل يطفح بالبشرى‏
و أثقل ثدييها من الدر خالص‏ على طفلها فيه تعودت الدرا
فخفّت إلى مثوى الرضيع لعلها ترى رمقا فيه يغذى بما درّا
فلم تر إلا جثة فوق مذبح‏ بها علق السهم الذي ذبح النحرا
فحنت و أحنت فوقه من تعطف‏ اضالعها ظلا تقيه به الحرا
و ضمته مذبوح الوريد لصدرها و من دمه المسفوح خضبت الصدرا


و ودت و من أوداجه تنضح الدما لو ان بذاك السهم أوداجها تفرى‏
و أضحت على مثواه تفرغ قلبها حنينا فترثيه بما بفضل الشعرا
فطورا تناغيه و طورا بلهفة تعانق جيدا منه قد زين الدرا
و تعطف طورا فوقه فتشمه‏ بمنحره الدامي و تلثمه أخرى‏
فيا لك من ثكلى بكت بزفيرها و أدمعها الخنساء حين بكت صخرا
و لم يبق منها وجدها و حنينها سوى قفص للخلد طائره فرا «1»

لقد عم الاستياء في هذه الليلة عالم الملك و الملكوت و المحور في غرف الجنان صراخ و عويل و للملائكة بين أطباق السماوات نشيج و نحبب و ندبته الجن في مكانها «2».
يقول ابن أبي الحديد: بنى عبيد اللّه بن زياد بالبصرة أربعة مساجد تقوم على بغض علي بن أبي طالب عليه السّلام‏ «3».
ليس هذا لرسول اللّه يا أمة الطغيان و البغي جزا
لو رسول اللّه يحيا بعده‏ قعد اليوم عليه للعزا

رأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أم سلمة «4» في المنام أشعث مغبرا و على رأسه التراب‏ فقالت له يا رسول اللّه ما لي أراك أشعث مغبرا؟ قال قتل ولدي الحسين و ما زلت أحفر القبور له و لأصحابه‏ «5»، فانتبهت فزعة و نظرت إلى القارورة التي فيها تراب أرض كربلا فإذا به يفور دما «6» و هو الذي دفعه النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم إليها و أمرها أن تحتفظ به و زاد على ذلك سماعها في جوف الليل هاتفا ينعى الحسين عليه السّلام فيقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب و التنكيل‏
قد لعنتم على لسان ابن داود و موسى و صاحب الإنجيل‏ «7»
كل أهل السماء يدعو عليكم‏ من نبي و مرسل و قتيل‏ «8»

و كانت تسمع في جوف الليل أصوات نعي الحسين و لم تر أحدا فمن ذلك:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد و من يبكي على الشهداء بعدي‏
على رهط تقودهم المنايا إلى متجبر في ملك عبد «9»

و لما سمع ابن عباس بكاءها أسرع إليها يسألها الخبر فأعلمته بأن ما في القارورتين يفور دما «10».
و في يوم عاشوراء رأى ابن عباس رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أشعث مغبرا و بيده قارورة فيها دم فقال له بأبي أنت و أمي ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين و أصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم‏ «11».
و لأجل بقاء الحسين عاريا على وجه الصعيد ثلاثا و هو علة الكائنات لاشتقاقه من النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم الذي هو علة العلل المتفرع من الشعاع الإلهي الأقدس، اظلمت الدنيا ثلاثة أيام‏ «12» و اسودت سوادا عظيما «13» حتى ظن الناس أن القيامة
قامت‏ «14» و بدت الكواكب نصف النهار «15» و أخذ بعضها يضرب بعضا «16» و لم ير نور الشمس‏ «17» و دامت الدنيا على هذا ثلاثة أيام‏ «18» و لا غرابة في اضمحلال نور الشمس في المدة التي كان فيها سيد شباب أهل الجنة عاريا على وجه الصعيد، إذ هو العلة في مجرى الكون لما عرفت من اشتقاقه من الحقيقة المحمدية التي هي علة العلل و العقل الأول و حديث عرض الولاية على الموجودات فمن قبل عمت فائدته و من أبى عرى عن الفائدة يؤكد ذلك.
و إذا صح الحديث بتغير الكون لأجل إبراز عظم نبي من الأنبياء حتى غامت السماء و مطرت حين استقى به أحد علماء النصارى في سر من رأى‏ «19» مع أنه لم يكشف عن جسد ذلك النبي و لا كانت أعضاؤه مقطعة فاذا كيف لا يتغير الكون و لا يمحى نور الشمس و القمر و قد ترك سيد شباب أهل الجنة على وجه الصعيد مجردا و مثلوا بذلك الهيكل القدسي كل مثلة!
ما للسماء غداة أردي لم تمر و الأرض يوم أصيب لم تتصدع‏
إنّي لأعذر بعده بدر الدجى‏ لو لم يلح و الشمس لو لم تطلع‏
و الشهب لو أفلت و هذي السحب لو هي أقلعت و الوحش لو لم ترتع‏
و الماء لو لم يصف و الأشجار لو لم تزه و الاطيار لو لم تسجع‏
و الريح عند هبوبها لو أنها جاءت عواصفها بريح زعزع‏


و حرمت شرب الماء إن أنا عنده‏ لم ألف مكتئبا و لم استرجع‏
رمت العدى قلبي بسهم الغدر إن‏ لم يشجني رفع الكريم الأرفع‏
و حملت فوق أجب عار ظالع‏ إن أنس حمل بنيه فوق الظلّع‏ «20»

بلى، لقد تغيرت اوضاع الموجودات و اختلفت الكائنات فبكته الوحوش و جرت دموعها رحمة له! قال أمير المؤمنين عليه السّلام: بأبي و أمي الحسين المقتول بظهر الكوفة و اللّه كأنّي انظر إلى الوحوش مادة أعناقها على قبره تبكيه ليلا حتى الصباح‏ «21» و مطرت السماء دما «22» فأصبحت الحباب و الجرار و كل شي‏ء ملآن دما «23» و حتى بقي أثره على البيوت و الجدران مدة «24» و لم يرفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط «25» حتى في بيت المقدس‏ «26» و لما دخل الرأس المقدس إلى قصر الامارة سالت الحيطان دما «27» و خرجت نار من بعض جدران قصر الامارة و قصدت‏ «عبيد اللّه بن زياد» فقال لمن حضر عنده: اكتمه‏ «28» و ولى هاربا منها، فتكلم الرأس الشريف بصوت جهوري: إلى أين تهرب يا ملعون؟ فإن لم تنلك في الدنيا فهي في الآخرة مثواك و لم يسكت الرأس حتى ذهبت النار فأدهش من في القصر «29» و مكث الناس شهرين أو ثلاثة يرون الجدران ملطخة بالدم ساعة تطلع الشمس و عند غروبها «30»، و حديث الغراب المتلطخ بدم الحسين و قد طار إلى المدينة و وقع على جدران فاطمة ابنة الحسين الصغرى، و منه استعلمت قتل أبيها عليه السّلام و لما نعته إلى أهل المدينة قالوا جاءت بسحر بني عبد المطلب و ما اسرع أن جاء الخبر بشهادته يرويه الموفق اخطب خوارزم أحمد بن مكي المتوفى سنة 568 في مقتل الحسين ج 2 ص 92 و لا غرابة فيه بعد المصادقة على وجود ابنة للحسين غير فاطمة و سكينة فإن شهادته عليه السّلام حفلت بالكثير من خوارق العادة. أراد الجليل عز شأنه إعلام الأمة الحاضرة و الأجيال المتعاقبة الواقفين على هذه الملحمة التي لم يأت الدهر بمثلها بالقساوة التي استعملها الأمويون مع أبي عبد اللّه المستشهد في سبيل الدعوة الإلهية، و في ذلك توجيه الأنظار إلى كرامة الحسين عند اللّه و أن قتله سوف يكون مدحرة للاضاليل و إحياء للدين الذي أراد بقاءه رب العالمين إلى يوم يبعثون.
و يحدث دعبل الخزاعي عن جده أن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أدركت الشجرة التي كانت عند أم معبد الخزاعية و هي يابسة و ببركات وضوء النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و في أسفلها أورقت و اثمرت كثيرا و لما قبض النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم قل ثمرها و لما قتل أمير المؤمنين عليه السّلام تساقط ثمرها و كانوا يتداوون بورقها و بعد برهة نظروا إليها و إذا ساقها ينبع دما فأفزعهم هذا الحادث الذي لم يشاهد مثله و لما اظلم الليل سمعوا بكاء و عويلا و لم يروا أحدا و قائل يقول:
يا ابن الشهيد و يا شهيدا عمه‏ خير العمومة جعفر الطيار
عجبا لمصقول أصابك حده‏ في الوجه منك و قد علاك غبار

و بعد ذلك جاء الخبر بقتل الحسين في الوقت الذي شاهدوا منها هذه الغريبة و قدم دعبل الخزاعي ثلاثة أبيات لهذين البيتين فقال:
زر خير قبر بالعراق يزار و اعص الحمار فمن نهاك حمار
لم لا ازورك يا حسين لك الفدى‏ قومي و من عطفت عليه نزار
و لك المودة في قلوب ذوي النهي‏ و على عدوك مقتة و دمار «31»

و معنى البيت الثاني من البيتين أخذه بعض شعراء الشيعة الأقدمين فنظمه في ثلاثة أبيات فقال:
عجبا لمصقول علاك فرنده‏ يوم الهياج و قد علاك غبار
و لأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدك و الدموع غزار
هلّا تكسرت السهام و عاقها عن جسمك الاجلال و الاكبار «32»

و لم يمس أحد من الزعفران الذي نهبوه إلا احترق البدن و عاد الورس رمادا و الإبل المنهوبة صار لحمها مثل العلقم و كانوا يرون النار تخرج منها «33».
و لم تعرف الحمرة في السماء إلا يوم قتل الحسين عليه السّلام‏ «34» قال ابن الجوزي: كل واحد من الناس إذا غضب أثر الغضب في وجهه و لما تنزه «الحق» جل شأنه عن الجسمية أظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين بحمرة الأفق اظهارا لعظيم الجناية، ثم قال: لقد منع النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم من النوم أنين عمه العباس بن عبد المطلب لما أسر يوم بدر و أوثق كتافا فكيف به لو يسمع أنين الحسين عليه السّلام؟
و لما أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) غيب وجهك عني فإني لا أحب‏ أن أرى قاتل الأحبة مع أن الإسلام يجبّ ما قبله فكيف به لو يرى من ذبح ولده و حمل أهله على اقتاب الجمال‏ «35».
بلى، لقد حضر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم المعركة و شاهد ذلك الجمع المتألب على استئصال أهله من جديد الأرض و بمرأى منه عويل الأيامى و نشيج الفاقدات و صراخ الصبية من الظمأ و قد سمع العسكر صوتا هائلا: ويلكم يا أهل الكوفة إني أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ينظر إلى جمعكم مرة و إلى السماء أخرى و هو قابض على لحيته المقدسة، لكن الهوى و الضلال المستحكم في نفوس ذلك الجمع المغمور بالأطماع أوحى إليهم «أنه صوت مجنون» فصاح الجمع لا يهولنكم ذلك و كان أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول: لا أراه إلا جبرئيل‏ «36».
و صاح بعض الملائكة: ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم اللّه لأضحى و لا فطر! قال الإمام الصادق عليه السّلام: لا جرم و اللّه ما وفقوا و لا يوفقون حتى يثور ثائر الحسين عليه السّلام‏ «37»
وهب دم يحيى قد غلا قبل في الثرى‏ فإن حسينا في القلوب غلا دمه‏
و إن قرّ قدما مذ دعا بخت نصر بثارات يحيى و استردت مظالمه‏
فليست دماء السبط تهدأ قبل أن‏ يقوم بإذن اللّه للثأر قائمه‏ «38»

و حدث الشيخ البهائي أن أباه الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي دخل مسجد الكوفة فوجد فص عقيق مكتوب عليه:
أنا در من السما نثروني‏ يوم تزويج والد السبطين‏
كنت أصفى من اللجين بياضا صبغتني دماء نحر الحسين‏ «39»

الليلة الحادية عشرة عند الحسين‏
إن من الراجح المؤكد على من يشايع الأئمة المعصومين عليهم السّلام المبيت في الليلة الحادية عشرة عند قبر المظلوم عليه السّلام و عليه ملامح الاستياء و شعار الحزن على ذلك الفادح الجلل بين أنة و حنة و صراخ و عولة كأنه ينظر من كثب إلى ضحايا آل محمد مضرجين بالدماء تسفي عليهم الريح بوغاء الثرى و هي اشلاء مقطعة قد طعمتها سمر الرماح و نهلت من دمائها بيض الصفاح و طحنتها سنابك الخيل العادية!
و يرنو من أمم إلى عقائل بيت الوحي تذرف الدمع على تلك الجثث الزواكي فمن نادبة إلى صارخة و من ناشجة إلى لاطمة صدرها و ناشرة شعرها «40» فيواسيها المتصور ببكائه المتواصل و عقيرته المرتفعة و عبرته الغزيرة.
و من المقطوع به أن في هذه الحالة صلة للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السّلام و مواساة لها و فيها جلب رغبات أئمة الهدى عليهم السّلام على ما يستأنس به من الآثار الواردة في أمثال هذا في سائر الأحوال.
و هناك أحاديث ربما يستفيد المتأمل منها هذه النظرية ففي الحديث عن مالك الجهني عن أبي جعفر عليه السّلام من زار الحسين يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا لقي اللّه يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة و ألفي ألف عمرة و ألفي ألف غزوة مع رسول اللّه و الأئمة الراشدين‏ «41».
و قد افاد علماء العربية أن «ظل» تستعمل فيمن أقام في المكان نهارا إلى الليل‏ «42» و الاقامة إلى الليل إن لم تستلزم المبيت في الليلة المتعقبة للنهار إلا أن‏ حديث جابر الجعفي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ربما يساعد عليه فإنه قال: من زار الحسين يوم عاشوراء و بات عنده كان كمن استشهد بين يديه‏ «43» فإن الظاهر منه إرادة المبيت المتعقب لليوم لا السابق عليه و إلا لقال عليه السّلام من بات ليلة عاشوراء عند الحسين و زار يومه و ظل باكيا كان له كذا و كذا.
على أن الاعتبار يساعد على أن المقيم عند قبر «الذبيح العطشان» في تمام اليوم أن لا يرتحل عنه في هذه الليلة التي لم يمر مثلها على بنات رسول اللّه و ودائع الخلافة و هن في تلك الفلاة الجرداء قد فقدن البدور النيرة و الأباة الصفوة و إلى جنبهن الأشلاء المقطعة بسيوف البغي و الضلال و هن في فرق سائد لا يدرين ماذا يصدر عليهن من أعداء اللّه و أعداء رسوله فيكون الموالي لهم البائت تلك الليلة عند قبره مشعرا بحزنه و بكائه إلى أسفه بتأخره عن الحضور بالفوز الأكبر فيكثر من قول: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما «44» و يواسي سيدة النساء الباكية على مهجتها الممنوع من الورود و لقد رأتها في المنام ذرة النائحة واقفة على قبر الحسين عليه السّلام تبكي و أمرتها أن تنشد:

أيها العينان فيضا و استهلا لا تغيضا
و ابكيا بالطف ميتا ترك الجسم رضيضا
لم أمرضه قتيلا لا و لا كان مريضا «45»

و يحدث القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي عن أبيه أن أبا الحسن الكاتب كان يسأل عن «ابن النائح» فلم يعرفه من كان في المجلس من أهل الكرخ‏ غيري فقلت له ما القصة؟ قال أبو الحسن الكاتب: عندي جارية كثيرة الصيام و التهجد و هي لا تقيم كلمة عربية صحيحة فضلا عن أن تروي شعرا و الغالب على لسانها النبطية انتبهت البارحة فزعة ترتعد و مرقدها قريب من موضعي فصاحت بي:
يا أبا الحسن الحقني قلت: ما أصابك قالت: إني صليت وردي و نمت فرأيت كأني في درب من دروب الكرخ و إذا بحجرة نظيفة بيضاء مليحة الساج مفتوحة الباب و نساء وقوف عليه قلت لهم من مات أو ما الخبر فأومأوا إلى داخل الدار فدخلت فإذا بدار نظيفة في نهاية الحسن و في صحنها امرأة شابة لم أر قط أحسن منها و لا أبهى و لا أجمل و عليها ثياب حسنة و ملتحفة بإزار أبيض و في حجرها رأس رجل يشخب دما فقلت: من أنت؟ قالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و هذا رأس ابني الحسين عليه السّلام قولي: «لابن اصدق» عني أن ينوح:
لم أمرّضه فأسلو لا و لا كان مريضا

فانتبهت فزعة و قالت العجوز لم أمرطه بالطاء المهملة لأنها لا تتمكن من اقامة الضاد! فسكنتها حتى نامت!
فقال أبو الحسن الكاتب لعليّ التنوخي: يا أبا القاسم مع معرفتك بابن أصدق قد حملتك الأمانة و ألزمتك أن تبلغها له فقال التنوخي سمعا و طاعة لأمر سيدة نساء العالمين عليها السّلام.
و كان هذا في شهر شعبان و الناس يومئذ يلاقون جهدا جهيدا من الحنابلة إذا ارادوا الخروج إلى الحائر فلم أزل اتلطف إليهم حتى خرجت فكنت في «الحائر» ليلة النصف من شعبان فسألت عن ابن أصدق حتى رأيته و قلت له إن فاطمة عليها السّلام تأمرك أن تنوح بالقصيدة:
لم أمرضه فأسلو لا و لا كان مريضا

و ما كنت اعرف القصيدة قبل ذلك فانزعج من هذا فقصصت عليه و على من حضر الحديث فأجهشوا بالبكاء و ما ناح تلك الليلة إلا بهذه القصيدة و أولها:
أيها العينان فيضا و استهلا لا تغيضا

و هي لبعض الشعراء الكوفيين وعدت إلى أبي الحسن فأخبرته الخبر «46».
السلب‏
أبا حسن يا خير حام لجاره‏ أبث لك الشكوى بدمع مرقرق‏
و ناهيك في رزء تفاقم وقعه‏ فأصبح فيه الدمع من بعض منطقي‏
أتغضي و منك اليوم آل أمية شفت كل ذحل في حشاها مؤرق‏
و كم لك في أرض الطفوف نوادب‏ ينحن بها نوح الحمام المطوق‏
و كم طفلة قد ارهبوها بقسوة و ما عودت من قبل غير الترقرق‏
و طفل يحلي جيده طوق عسجد فطوّق مذعورا بسهم مفوق‏
و كم حرة حسرى بدت من خبا لها و ليس لديها ساتر غير «مرفق»
هنالك لو شاهدتها تنفث الشجى‏ بقلب من الوجد المبرح محرق‏
لعز أمير المؤمنين خروجها عليك بحال أحزنت كل مشفق‏
فمن مبلغ (الزهراء) عن أسر زينب‏ و تسييرها بين الأعادي (لجلق)
و ليس لها بين العدى من يصونها حمى غير مضنى بالحبال مربق‏
أفاطم سمعا علّني في تزفّري‏ ابثك اشجانا أخذن بمخنق‏
فإن الألى حلوا بعرصة كربلا هووا في ثراها مشرقا بعد مشرق‏
قضوا و جلال العز يعلو وجوههم‏ و ماتوا كراما ما لووا جيد مطرق‏
فلا عذر حتى تلفظي القلب حسرة بفيض دم من ماء عينيك مهرق‏ «47»

لما قتل أبو عبد اللّه الحسين عليه السّلام مال الناس على ثقله و متاعه و انتهبوا ما في الخيام‏ «48» و أضرموا النار فيها و تسابق القوم على سلب حرائر الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم ففررن بنات الزهراء عليها السّلام حواسر مسلبات باكيات‏ «49» و إن المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها و خاتمها من إصبعها و قرطها من أذنها و الخلخال من‏ رجلها «50». أخذ رجل قرطين لأم كلثوم و خرم أذنها «51» و جاء آخر إلى فاطمة ابنة الحسين فانتزع خلخالها و هو يبكي قالت له: ما لك؟ فقال: كيف لا أبكي و أنا أسلب ابنة رسول اللّه قالت له: دعني قال: أخاف أن يأخذه غيري‏ «52».
و رأت رجلا يسوق النساء بكعب رمحه و هن يلذن بعضهن ببعض و قد أخذ ما عليهن من أخمرة و أسورة و لما بصر بها قصدها ففرت منه فأتبعها رمحه فسقطت لوجهها مغشيا عليها و لما أفاقت رأت عمتها أم كلثوم عند رأسها تبكي‏ «53».
ازعجت من خدرها حاسرة كالقطا روع من بعد هجود
تندب الصون الذي قد فقدت‏ صبرها فيه إلى خير فقيد
فقدت خير عماد فدعت‏ من بني عمرو العلى كل عميد
لبدور بدماها شرقت‏ و بها أشرق مغبر الصعيد
بين محزوز وريد وزعت‏ جسمه البيض و مقطوع زنود
قد تواروا بقنا الخط فهل‏ قصد الخطي غاب للأسود
تصدع الظلماء أوضاح لهم‏ كمصابيح على الترب ركود «54»

و نظرت امرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها إلى بنات رسول اللّه بهذه الحال فصاحت يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول اللّه لا حكم إلا للّه يا لثارات رسول اللّه فردها زوجها إلى رحله‏ «55».
و انتهى القوم إلى علي بن الحسين و هو مريض‏ «56» على فراشه لا يستطيع‏ النهوض فقائل يقول لا تدعوا منهم صغيرا و لا كبيرا و آخر يقول لا تعجلوا حتى نستشير الأمير عمر بن سعد «57» و جرد الشمر سيفه يريد قتله فقال له حميد بن مسلم: يا سبحان اللّه أتقتل الصبيان؟ إنما هو صبي مريض! «58» فقال : إن ابن زياد أمر بقتل أولاد الحسين و بالغ ابن سعد في منعه‏ «59» خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أمير المؤمنين تقول: لا يقتل حتى أقتل دونه فكفوا عنه‏ «60».
كانت عيادته منهم سياطهم‏ و في كعوب القنا قالوا البقاء لكا
جروه فانتهبوا النطع المعد له‏ و أوطأوا جسمه السعدان و الحسكا

و أقبل ابن سعد إلى النساء فلما رأينه بكين في وجهه! فمنع القوم عنهن و قد أخذوا ما عليهن و لم يردوا شيئا «61» فوكل جماعة بحفظهن و عاد إلى خيمته:
و حائرات أطار القوم أعينها رعبا غداة عليها خدرها هجموا
كانت بحيث عليها قومها ضربت‏ سرادقا أرضه من عزهم حرم‏
يكاد من هيبة أن لا تطوف به‏ حتى الملائك لو لا أنهم خدم‏
فغودرت بين أيدي القوم حاسرة تسبى و ليس لها من فيه تعتصم‏


نعم لوت جيدها بالعتب هاتفة بقومها و حشاها ملؤه ضرم‏
عجت بهم مذ على ابرادها اختلفت‏ أيدي العدو و لكن من لها بهم‏ «62»


الخيل‏
و نادى ابن سعد: ألا من ينتدب إلى الحسين فيوطى‏ء الخيل صدره و ظهره، فقام عشرة «63»:
منهم إسحاق بن حوية «64» و الأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلمة الحضرمي و حكيم بن الطفيل السنبسي و عمرو بن صبيح الصيداوي و رجاء بن منقذ العبدي و سالم بن خيثمة الجعفي و صالح بن وهب الجعفي و واخط بن غانم و هاني بن ثبيت الحضرمي و أسيد بن مالك، فداسوا بخيولهم جسد ريحانة الرسول! و أقبل هؤلاء العشرة إلى ابن زياد يقدمهم أسيد بن مالك يرتجز:
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر بكل يعبوب شديد الأسر

فأمر لهم بجائزة يسيرة «65».
و أي شهيد أصلت الشمس جسمه‏ و مشهدها من أصله متولد
و أي ذبيح داست الخيل صدره‏ و فرسانها من ذكره تتجمد
ألم تك تدري أن روح محمد كقرآنه في سبطه متجسد
فلو علمت تلك الخيول كأهلها بأن الذي تحت السنابك أحمد

لثارت على فرسانها و تمردت‏ كما أنها ثاروا بها و تمردوا «66»

قال البيروني: لقد فعلوا بالحسين ما لم يفعل في جميع الأمم بأشرار الخلق من القتل بالسيف و الرمح و الحجارة و إجراء الخيول‏ «67» و قد وصل بعض هذه الخيول إلى مصر فقلعت نعالها و سمرت على أبواب الدور تبركا و جرت بذلك السنة عندهم فصار أكثرهم يعمل نظيرها و يعلق على أبواب الدور «68».
فليت أكفا حاربتك تقطعت‏ و أرجل بغي جاولتك جذام‏
و خيلا غدت تردى عليك جواريا عقرن فلا يلوى لهن لجام‏
و رضت قراك الخيل من بعد ما غدت‏ أولو الخيل صرعى منك فهي رمام‏
أصبت فلا يوم المسرات نير و لا قمر في ليلهن تمام‏ «69»

الرؤوس‏
و أمر ابن سعد بالرؤوس فقطعت و اقتسمتها القبائل لتتقرب إلى ابن زياد، فجاءت كندة بثلاثة عشر و صاحبهم قيس بن الأشعث و جاءت هوازن باثني عشر و صاحبهم شمر بن ذي الجوشن و جاءت تميم بسبعة عشر و بنو أسد بستة عشر و مذحج بسبعة و جاء آخرون بباقي الرؤوس‏ «70» و منعت عشيرة الحر الرياحي من قطع رأسه ورض جسده‏ «71».
و سرح ابن سعد في اليوم العاشر رأس الحسين مع خولي بن يزيد الأصبحي و حميد بن مسلم الأزدي و سرح رؤوس أهل بيته و صحبه مع الشمر و قيس بن‏ الأشعث و عمرو بن الحجاج‏ «72».
و كان منزل خولي على فرسخ من الكوفة فأخفى الرأس عن زوجته الأنصارية لما يعهده من موالاتها لأهل البيت عليهم السّلام إلا أنها لما رأت من التنور نورا راعها ذلك إذ لم تعهد فيه شيئا، فلما قربت منه سمعت أصوات نساء يندبن الحسين بأشجى ندبة، فحدثت زوجها و خرجت باكية «73» و لم تكتحل و لم تتطيب حزنا على الحسين و كان اسمها العيوف‏ «74».
و عند الصباح غدا بالرأس إلى قصر الإمارة و قد رجع ابن زياد في ليلته من معسكره بالنخيلة فوضع الرأس بين يديه و هو يقول:
إملأ ركابي فضة أو ذهبا إني قتلت السيد المحجّبا
و خيرهم من يذكرون النسبا قتلت خير الناس أما و أبا

فساء ابن زياد قوله أمام الجمع فقال له: إذا علمت أنه كذلك فلم قتلته؟ و اللّه لا نلت مني شيئا «75».
____________
(1) من قصيدة في الحسين للعلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.
(2) اكام الجان للشيخ بدر الدين محمد بن عبد اللّه الشبلي الحنفي المتوفى سنة 769 ص 146 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 341 و مجمع الزوائد لابن حجر ج 9 ص 199 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139 و الكواكب الدرية للمناوي ج 1 ص 56.
(3) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 386 طبع مصر أول و في سفينة البحار ج 1 ص 602 طبع الحجر عن البحار ج 8 ص 729.
(4) قال ابن الأثير في الكامل ج 3 ص 38 يستقيم هذا بناء على وفاتها بعد الخمسين، و في الإصابة ج 4 ص 460 بترجمتها عن ابن حيان ماتت أم سلمة سنة 61، و قال أبو نعيم:
ماتت سنة 62 و هي آخر أمهات المؤمنين، و عند الواقدي: ماتت سنة 59 و في تهذيب الأسماء للنووي ج 2 ص 362 عن أحمد بن أبي خيثمة: ماتت في ولاية يزيد بن معاوية و في مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 137: توفيت أم سلمة أم المؤمنين سنة 61، و ابن كثير في البداية و إن تبع الواقدي إلا أنه قال الأحاديث المتقدمة في مقتل الحسين تدل على أنها عاشت إلى ما بعد مقتله، و في عمدة القاري للعيني شرح البخاري ج 1 ص 427-- آخر بحث القنوت أن أم سلمة ماتت في شوال سنة تسع و خمسين و في تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 341 عن الواقدي ماتت أم سلمة قبل مقتل الحسين بثلاث سنين و لكن في أصول الكافي عن أهل البيت أن الحسين اودعها ذخائر الإمامة و اوصاها أن تدفعها إلى زين العابدين عليه السّلام و في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 2 ص 142 أم سلمة زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين الشهيد فوجمت لذلك و غشي عليها و حزنت عليه كثيرا و لم تلبث بعده إلا يسيرا و انتقلت إلى اللّه تعالى و في ص 146 عن شهر قال: أتيت أم سلمة اعزيها بالحسين عليه السّلام.
(5) أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 56، و في تهذيب التهذيب ج 2 ص 356، و ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 148 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139 و سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 213 أن أم سلمة رأت رسول اللّه في المنام و أخبرها بقتل الحسين عليه السّلام.
(6) مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 134، و كامل ابن الأثير ج 4 ص 38 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 95.
(7) إلى هنا في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 96 فصل 12.
(8) الأبيات الثلاثة في تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 341 و في تاج العروس ج 7 ص 103 ذكر البيت الأول و الثالث و في روايته لعجزه «من نبي و مالك و رسول».
(9) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 341 و الخصائص للسيوطي ج 2 ص 127 و مجمع الزوائد ج 9 ص 199 و تقدم في ص 207 أنهم لما نزلوا «الخزيمية» سمعت زينب هاتفا-- يقول: «ألا يا عين الخ».
(10) حديث القارورتين في معالم الزلفى ص 91 باب 49 و مدينة المعاجز ص 244 باب 49 كلاهما للسيد هاشم البحراني و منتخب الطريحي ص 235 المطبعة الحيدرية- الطبعة الثالثة.
(11) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 340 و الخصائص الكبرى ج 2 ص 126 و تاريخ الخلفاء ص 139 كلاهما للسيوطي و مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 134، و مسند أحمد ج 1 ص 242، و الكواكب الدرية للمناوي ج 1 ص 56 و ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 148 و تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 355 و كامل ابن الأثير ج 4 ص 28 و الصواعق المحرقة ص 116 و طرح التثريب ج 1 ص 22 و تاريخ بغداد للخطيب ج 1 ص 142 و الخطط المقريزية ج 2 ص 285 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 94 فصل 12 و سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 212.
(12) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و الخصائص الكبرى ج 2 ص 126 و الصواعق المحرقة ص 116 في ما جرى على الحسين و الخطط المقريزية ج 2 ص 289 و تذكرة الخواص ص 155 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 90 و لا ينبغي لغير الإمامي أن يشكك في هذا بعد ما يقرأ نص القسطلاني في ارشاد الساري شرح البخاري ج 6 ص 114 أن الأرض اظلمت لموت عمر.
(13) الاتحاف بحب الاشراف ص 24، و تهذيب التهذيب ج 2 ص 354 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و لا يسع أحدا انكار هذا بعد ما يحدث ابن الجوزي في المنتظم ج 7 ص 244 حوادث سنة 399 في شهر آب أصاب الحاج بالثعلبية ريح سوداء اظلمت الدنيا حتى لم ير بعضهم بعضا.
(14) الصواعق المحرقة ص 116 و الاتحاف ص 24.
(15) تهذيب التهذيب ج 1 ص 354 و الصواعق المحرقة ص 116 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 89.
(16) الاتحاف بحب الاشراف ص 24 و الصواعق المحرقة ص 116 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و تاريخ الخلفاء ص 138 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56.
(17) مجمع الزوائد ج 9 ص 197 و تاريخ الخلفاء ص 138 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 89 و الاتحاف ص 24 و الصواعق ص 116 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56 و لا غرابة فيه بعد أن كسفت الشمس يوم موت إبراهيم ابن رسول اللّه كما نص عليه الزرقاني في شرح المواهب اللدنية ج 3 ص 212 و الجزري في أسد الغابة ج 1 ص 39 و العيني في عمدة القاري شرح البخاري ج 3 ص 472 باب كيفية صلاة الكسوف.
(18) كامل الزيارات ص 77- و هذا معنى ما تقدم من أن الدنيا اظلمت ثلاثة أيام.
(19) الخرائج للراوندي ص 64 طبع الهند في معجزات الحسن العسكري عليه السّلام.
(20) للشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام و نظمها سنة 1166 و قرضها ثمانية عشر شاعرا من أدباء عصره و العينية تبلغ 39 بيتا في مجموعة عند الحجة الأميني صاحب الغدير و تقدمت قطعة منها في عنوان (كربلا).
(21) كامل الزيارات لابن قولويه ص 80.
(22) الخصائص الكبرى ج 2 ص 126 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و تذكرة الخواص ص 155 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 89 و الخطط المقريزية ج 2 ص 989 و الاتحاف بحب الاشراف ص 255 و الصواعق المحرقة ص 116 و المناقب لابن شهراشوب المتوفى سنة 588 ج 2 ص 206 و ص 182 و مطر السماء دما ذكره ابن الاثير في الكامل ج 7 ص 29 حوادث سنة 246 و النجوم الزاهرة ج 2 ص 322 و كنز العمال ج 4 ص 291 رقم 5868.
(23) الخصائص الكبرى ج 2 ص 126.
(24) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116.
(25) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116.
(26) مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 196 و الخصائص الكبرى ج 2 ص 125 و تاريخ الخلفاء ص 138 للسيوطي و العقد الفريد ج 2 ص 315 في مقتل الحسين و الكواكب الدرية للمناوي ج 1 ص 56 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 90.
(27) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116.
(28) مجمع الزوائد ج 9 ص 196 و كامل ابن الأثير ج 4 ص 103 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 87 و المنتخب للطريحي ص 338.
(29) شرح قصيدة أبي فراس 149.
(30) كامل ابن الأثير ج 6 ص 37 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56 و تذكرة الخواص ص 155.
(31) مقتل الخوارزمي ج 2 ص 100 و إذا كان القسطلاني يحدث في ارشاد الساري ج 9 ص 114 عن نوح الجن على عمر، و ابن كثير يذكر في البداية ج 10 ص 298 نوح الجن على بشر الحافي، فسيد شباب أهل الجنة و روح النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم أحرى بنوحهم عليه!
(32) مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 380.
(33) الخصائص الكبرى ج 2 ص 126 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 و تهذيب التهذيب ج 2 ص 354 و مجمع الزوائد ج 9 ص 96 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 90.
(34) الصواعق المحرقة 116.
(35) تذكرة الخواص ص 154 و الصواعق المحرقة 116.
(36) كامل الزيارات.
(37) من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ص 148.
(38) من قصيدة للعلامة الشيخ محمد تقي الجواهري.
(39) كشكول الشيخ يوسف البحراني ص 17 طبع الهند عن كشكول الشيخ البهائي.
(40) روى الشيخ الطوسي في التهذيب ج 2 ص 282 آخر النذور عن الصادق عليه السّلام أنه قال:
و لقد شققن الفاطميات الجيوب على الحسين و لطمن الخدود و على مثل الحسين فلتلطم الخدود و لتشق الجيوب.
(41) كامل الزيارات ص 174.
(42) في تاج العروس ج 7 ص 426 مادة ظل عن الشهاب الخفاجي أن ظل فعل ناقص يفيد ثبوت الخبر في جميع النهار و في شرح الكافية للرضي ص 278 مبحث الأفعال الناقصة معنى ظل زيد متفكرا كان في جميع النهار كذلك فاقترن مضمون الجملة و هو تفكر زيد - بجميع النهار مستغرقا له و معنى بات زيد مهموما أنه في جميع الليل كذلك و في شرح الصمدية للسيد علي خان ص 59 طبع إيران تفيد ظل و بات ثبوت الخبر للاسم في جميع النهار و الليل و على ذلك جرى الزمخشري في المفصل ص 267 مصر و قد يستعملان بمعنى صار مع القرينة.
(43) كامل الزيارات ص 137 باب 71.
(44) في عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ص 66 من حديث عن الرضا عليه السّلام قال لابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم فالعن قتلة الحسين عليه السّلام و قل متى ذكرته «يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما».
(45) مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 189 ط إيران عن أمالي المفيد النيسابوري.
(46) نشوار المحاضرة ج 8 ص 218.
(47) من قصيدة للعلامة الثقة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.
(48) كامل ابن الأثير ج 4 ص 32.
(49) تاريخ الطبري ج 6 ص 260.
(50) مثير الأحزان لابن نما 40.
(51) الدمعة الساكبة ص 348.
(52) أمالي الصدوق ص 99 مجلس 31 و سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 204.
(53) رياض المصائب ص 341 و تظلم الزهراء ص 130.
(54) للحجة المحقق الشيخ عبد الحسين الحلي رحمه اللّه من قصيدة في مولد الحسين عليه السّلام.
(55) اللهوف ص 74 و مثير الأحزان لابن نما ص 41.
(56) مرض السجاد عليه السّلام ذكره الطبري ج 6 ص 260 و كامل ابن الأثير ج 4 ص 33 و البداية لابن كثير ج 8 ص 188 و مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 133 و الارشاد للشيخ المفيد و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 225 و اعلام الورى للطبرسي ص 148 و روضة الواعظين - ص 162 لمحمد بن أحمد بن علي النيسابوري الفتال و اثبات الوصية للمسعودي ص 140.
(57) تظلم الزهراء 132.
(58) تاريخ الطبري ج 6 ص 260.
(59) نفس المهموم.
(60) تاريخ القرماني ص 108.
(61) كامل ابن الأثير ج 4 ص 32. و يحدث مصعب الزبيري بشي‏ء غريب فيقول في نسب قريش ص 58 أن بعض من كان في الجيش أخذ علي بن الحسين و غيبه عن الناس و كان يكرمه و يحسن إليه فلما سمع المنادي يقول من جاء بعلي بن الحسين فله ثلاثمائة درهم جاء و قيد يديه إلى عنقه و أتى به ابن زياد و أخذ الجائزة و أراد ابن زياد قتله لو لا أن عمته زينب وقعت عليه و قالت لابن زياد اقتلني قبله انتهى.
و أنت إذا عرفت أن زين العابدين مع ما به من المرض هو الكفيل و المحامي لحرم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فلا يمكنّ اللّه تعالى أحدا منه فيغيبه عن عياله فانظر تلكم الفواقد كيف يكون حالهن إذا فقدن المحامي و المصبّر لهن؟ مع أن أحدا من المؤرخين لم يذكره حتى على الاحتمال البعيد لكن الزبيري أراد أن يسود صحيفته بالمفتريات.
(62) للسيد حيدر الحلي نور اللّه ضريحه.
(63) تاريخ الطبري ج 6 ص 161 و كامل ابن الأثير ج 4 ص 33 و مروج الذهب ج 2 ص 91 و الخطط المقريزية ج 2 ص 288 و البداية لابن كثير ج 8 ص 189 و تاريخ الخميس ج 3 ص 333 و الارشاد للشيخ المفيد و اعلام الورى للطبرسي ص 888 و روضة الواعظين ص 662 و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 224.
(64) في تاج العروس ج 4 ص 31 مادة حوز ممن قاتل الحسين حويزة كجهينة.
(65) اللهوف ص 75 و مثير الأحزان لابن نما ص 41 و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 39 زيادة بيت:
حتى عصينا اللّه رب الأمر بعضها مع الحسين الطهر
(66) من قصيدة للسيد صالح ابن العلامة السيد مهدي آل بحر العلوم.
(67) الآثار الباقية ص 329 ط ليدن و طبعة الأوفست.
(68) كتاب التعجب للكراجكي ص 46 ملحق بكنز الفوائد.
(69) لأبي ذيب شيخ يوسف القطيفي المتوفى 1200 ه.
(70) اللهوف ص 81، و عمدة القاري في شرح البخاري للعيني ج 7 ص 656 و فيه كان معهم عروة بن قيس.
(71) الكبريت الأحمر.
(72) الارشاد للشيخ المفيد.
(73) روضة الشهداء- و في البداية لابن كثير ج 8 ص 190: أن زوجته رأت النور يسطع من تحت الاجانة إلى السماء و طيورا بيضا ترفرف حولها و أن زوجته الأخرى نوار بنت مالك قالت له أتيت برأس ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يجمعني و إياك فراش أبدا ثم فارقته.
(74) أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 238.
(75) في مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 133: أن ابن زياد غضب عليه و قتله و لم يسم حامل الرأس، و في العقد الفريد ج 2 ص 213 سماه خولي بن يزيد الأصبحي و قتله ابن زياد لذلك، و اختلف المؤرخون فيمن جاء بالرأس و قائل الأبيات، فعند ابن جرير الطبري ج 6 ص 261 و ابن الأثير ج 4 ص 33 أنه سنان بن أنس أنشدها على عمر بن سعد، و في تذكرة الخواص ص 144 قال له عمر: أنت مجنون لو سمعك ابن زياد لقتلك، و في شرح المقامات للشريشي ج 1 ص 193: أنه أنشدها على ابن زياد، و في كشف الغمة للاربلي و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 40 أن بشر بن مالك أنشدها على ابن زياد و في مطالب السؤول لابن طلحة ص 76 زاد عليهما: «و من يصلي القبلتين في الصبا»، فغضب عليه ابن زياد و قتله، و في رياض المصائب ص 437: أن الشمر قائلها.
و أنت إذا عرفت أن الشمر هو قاتل الحسين كما في زيارة الناحية و عليه جماعة من المؤرخين تعرف أنه المنشد لها إذ من البعيد أن يقتله و يأخذ الرأس غيره فيفوته التقرب عند ابن زياد و إنما - ذكرنا القصة عن خولي مماشاة مع أهل المقاتل و في المعجم مما استعجم ج 3 ص 865 و وفاء الوفاء للمسعودي ج 2 ص 232 عند ذكر حمى ضريه قال : ضريه من مياه الضباب في الجاهلية لذي الجوشن الضبابي والد الشمر قاتل الحسين بن علي.