انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

لم تزل الكراهية ظاهرة على الناس في قتال الحسين لأنه ابن الرسول الأقدس و سيد شباب أهل الجنة و لم تغب عن أذهانهم مصارحات النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و أبيه الوصي فيه و في أخيه المجتبى و قد عرفوا فضله يوم أجدبت الكوفة و قحط الناس ففزعوا إلى «أبي الحسن» فأخرج السبط الشهيد للاستسقاء و ببركات نفسه القدسية و نوره المتكون من الحقيقة المحمدية استجاب اللّه تعالى له و أرسل المطر حتى أعشبت الأرض بعد جدبها و هو الذي ملك المشرعة يوم صفين فسقى المسلمين بعد أن جهدهم العطش‏ «1» و لنبأ سقيه الحر و ألف فارس معه في تلك الأرض القاحلة حتى أرواهم و خيولهم، دوي في أرجاء الكوفة.
فهل يستطيع أحد و الحالة هذه على مقابلته و محاربته لو لا غلبة الهوى و التناهي في الطغيان و ضعف النفوس و لذلك كان الجمع الكثير يتسلل إذا وصل كربلاء و لم يبق إلا القليل فلما عرف ابن زياد ذلك بعث سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل و أمره أن يطوف في سكك الكوفة و أحياء العرب و يعلن بالخروج إلى حرب الحسين و من تخلف جاء به إليه فوجد رجلا من أهل الشام قدم الكوفة في طلب ميراث له فقبض عليه و جاء به إلى ابن زياد فأمر بضرب عنقه فلما رأى الناس الشر منه خرجوا جميعا «2».
________
(1) مقتل العوالم ص 15 و ص 45.
(2) الأخبار الطوال ص 253.